مغربية بريس
امين احرشيون .مراسل صحفي اسبانيا
المقابلة الاخيرة التي لعبها المنتخب الوطني المغربي ضد نظيره الشيلي في مدينة برشلونة الإسبانية ستخلق نوعا من أنواع الإضراب النفسي لدى مجموعة من عائلات الجالية المغربية بإسبانيا ، لكونها جزء في القضية، نعم إنها قضية وطن الإقامة والوطن الأم الذي ترعرع فيه الآباء . هذا الوطن الذي جعل منهم رجالا ذوو قوة من أجل التحمل و الجلد على كل شيء ، وبناء الشخصيات لمواجهة الازمات .
الآباء قدموا إلى أوربا من أجل حياة أفضل ، و بناء مستقبل واعد لأبنائهم . أبناؤهم الذين ازدادوا وترعرعوا في بلاد المهجر ، حيث يسهل الاندماج في نسيج الوطن الذي ترعرعت و تعيش فيه . لا تعرف وطنا غيره إلا من خلال الأبوين اللذان يلقناك بين الفينة والأخرى مبادئ الارتباط بالأصل بلد آبائك و أجدادك.
من حيث الحس والضمير يعيش مع الماضي والحاضر لكونه يعيش من اجل وطنه الام.
لو استطاع المهاجر المغربي في أوربا عموما و إسبانيا على الخصوص ان يجعل من نفسه مواطنا من الدرجة الأولى ، وليس مهاجرا هاجر باحثا عن لقمة العيش ، يستطيع ذلك إذا ما اعتبر نفسه مواطنا له حقوق في ذاك البلد و عليه واجبات ، و أن يزيل عقدة النقص و أن الآخر ينبذني و يكرهني . و أن ينطوي على نفسه معتثدا أن الآخر شرير يريد به شرا .
إن العيش أصبح لدى بعض المهاجرين هو توفير متطلبات الحياة اليومية مع توفير بعض الدريهمات لتقلبلت الزمن، وكأنه يعلم متى سيرحل و أن مقامه مؤقت ، ولهذا تجده مبرمج كآلة لاتتغير برمجتها ، وتضل أفعاله اليومية مشبعة بأفكار قديمة لا تنتج ولا تفكر لكونه أخضعها وأصبحت أوتوماتيكيا مقموعة من التفكير والتحليل و التمحيص من اجل المستقبل .
و هذا هو أحد الأسباب التي تعيشها الجالية المغربية المقيمة باسبانيا مؤخرا . وهي عدم ثقته بنفسه لأنه مر بأزمات ، لم يستطع ان يخرج منها منتصرا لنفسه ، بل جعلته يعتقد أن القوة هي مقياس الاندماج في البلد لا اقل ولا اكثر.
فالوجود لدى بعض مغاربة المهجر يقاس على أساس السيطرة و فرض الذات بالقوة لا بالعقل .
و هو ما أنتج جيلا كاملا من المهاجرين غريب الأطوار يعيش نفاقا إجتماعيا بحيث يرغب في الاستفادة من حقوقه كاملة غير منقوصة بالمقابل لا يستوعب أن يخضع للقانون و ان يقوم بواجباته تجاه بلاد الإقامة حيث يعتبر القيام بالواجب عبارة عناضطهاد و تعسف في حقه . و هذا هو السبب فيما يقع من اصطدامات .
ولهذا فعلى الجمعيات المعنية بشؤون المهاجرين أن تتحمل مسؤولياتها في تأطير هذا الجيل ليتخلص من ترسبات تجعله يعاني في كل ما يعيشه في هذه الظرفية.
ولهذا فعلى الجميع ان يستوعب الدرس ويتعلم كيفية قراءة الامور والتفكير بطريقة مختلفة تماما، لعله يستخلص ما عليه ان يفعله.
مستقبل الاجيال يا مغاربة إسبانيا يكون بمحو الجهل ولو كان صاحبه مثقف لكنه جاهل.
و بالعودة الى احداث المباراة ، فالجميع يتحمل المسؤولية فيما وقع .
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا