مغربية بريس
كزولي المحجوب: الراصد
ذكرت تقارير إعلامية أن عناصر الأمن أوقفت رئيس أكبر شركة للتسويق الهرمي كان مبحوثا عنه في عدة شكايات نظرا لوجود آلاف الضحايا، الذين جرى النصب عليهم في مبالغ مالية مهمة.
وتجاوز عدد الضحايا 1200 شخص، حيث بلغت المبالغ المالية التي أودعوها في الحساب البنكي لشركة المتهم حوالي 17 مليار سنتيم جرى تهريب أغلبها إلى الخارج بطرق تدليسية.
وقام الضحايا، بتوجيه شكاية من أجل النصب وخيانة الأمانة والتصرف في أموال مشتركة بسوء نية، إلى وكيل العام لدى محكمة النقض بالرباط، بعد تعرضهم للنصب، منذ انخراطهم في عملية بيع مواد التجميل.
ووفق مضمون الشكاية، التي توصلت بها مغربية بريس، فإن وظيفة الضحايا كانت تتمثل بجلب أشخاص آخرين، يقومون بضخ المبالغ المالية تحت وصايتهم، حيث أن كل شخص قام بجلب شخص آخر يصبح يستفيد على حسابه، من فوائد مالية تقدر المبالغ التي تم ضخها.
وحسب الشكاية، فإن العارضين الذين لم يتم شرح وتوظيف هذه العملية لهم تم إيهامهم أنهم بدفع مبالغ مالية وشراء كميات بسيطة من المنتوجات، والتي لا توازي القيمة المالية المدفوعة، وجلب زبون آخر سيتوصل بفوائد مالية لا حد لها، باعتبار أن الأرباح ترتبط بعدد الأشخاص الذين يتم جلبهم وليس بالبضاعة.
وأكد الضحايا من خلال مضمون شكايتهم، أن المشتكى به كان كل مرة يتواصل مع العارضين موهما إياهم بأن له بعض المشاكل، وسيقوم بتمكين جميع الضحايا من مبالغهم المالية، بمجرد حل مشاكله القضائية، ليتعرضوا بعد ذلك لصدمة كبيرة بعد إفراغ جميع حسابات الشركة.
غير أن الخطير في عملية النصب هذه أن المشتكى به والذي كان ممنوعا من سحب المبالغ المالية من حساب الشركة إلى حين تمكين الضحايا من أموالهم، عمل على اصطناع فواتير مزورة بالإستعانة بأشخاص يساعدونه في ذلك، وفق ما جاء في مضمون الشكاية.
وأبرزت ذات المصادر، أن الأشخاص المذكورين كانوا يقومون بجلب الضحايا وإقناعهم بالاستثمار في هذه الشركة، من أجل الحصول على أرباح خيالية، ليقوم بعد ذلك الذراع الأيمن للمشتكى به بالنصب عليهم، بعدما قام برفقة رئيسه بسحب ما يزيد 12 مليار سنتيم في أقل من ستة أشهر، والادعاء بعد ذلك بإفلاس الشركة، وأنها عاجزة عن العمل
وجرى اعتقال المتهم بعد شكايات من مجموعة من الضحايا الذين لم يحصدوا سوى أرباح وهمية عبر التسويق الشبكي لمنتجات الشركة
وأكدت نجلاء ، أن التسويق الشبكي نشاط تجاري يضم التسويق الإلكتروني، ما جعل شركات التسويق تستغل الظرف الاستثنائي، لإغراء البطالين والمحتاجين إلى دخل إضافي، بالربح السريع والثراء، حيث تفاقم التسويق الشبكي ليضم مجموعة واسعة من الشباب المغربي الذين كانوا ينشطون في تجارات بسيطة وأعمال يومية تعطّلت بسبب الحجر الصحي.
وحسب نجلاء ، فإن التسويق الشبكي اعتمد خلال السنتين الأخيرتين، بشكل كبير على الأنترنت، حيث يبدأ شخص غريب بالمحادثة، خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، “اليوتوب”، ويتظاهر بأنه نجح في تحقيق ثراء في فترة وجيزة، وينصح متابعيه بخوض تجربة العمل الإضافي عبر الأنترنت، ويقوم بعد ذلك بدعوة الضحية الذي يتفاعل معه، لمقابلات قصد شرح هذا العمل.
وأوضحت نجلاء ، أن التسويق الشبكي فلسفة تعتمد على فطرة الإنسان في الترويج والتسويق لمنتج ما، حيث يشرح الشخص المستقطب للمتفاعل معه، كيفية الربح، عارضا قصص النجاح لنماذج من أشخاص قد يدعون ذلك من خلال فيديوهات تصوّرهم في أحوال مادية مغرية كامتلاكهم لسيارات فاخرة، أو فيلات.
و يؤكد محمد ، وهو خبير في مجال العمل عبر الإنترنت، أن هذا العمل أصبح آفة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، موضحاً، في حديثه إلى «الصحافة»، أن «إغراء الثراء السريع والآمن المخاطر، من دون مجهود حقيقي، هو ما يغري الشباب العديمي الخبرة، الكثيري الأعباء المادّية، بالدخول في مقامرة كهذه». ويَعتبر أن «التسويق الشبكي أو الهرمي هما وجهان لعملة واحدة، يبدأ بفرد واحد هو قائد الفريق والمستفيد الأكبر، ويتمدّد إلى مجموعة كبيرة من الأفراد، ثمّ تختفي الشركة أو الشخص الذي يدير تلك العملية، ومعه الأموال التي حصل عليها من الضحايا». ويبيّن أبو ندى، وهو مبرمج وخبير في مجال التجارة الإلكترونية، أن «الأمر يبدأ بإنشاء شركة وهمية، تسوّق لمنتَج غير موجود سوى في حسابات المستخدِمين الوهمية، فيما ينتقل العمل إلى المرحلة الثانية، التي تتلخّص في استخدام وسائل إبهار وإقناع متقَنة للإيقاع بالضحايا، حيث مَن يتولّى هذه المهمة، هم أشخاص يتمتّعون بلباقة المظهر والقدرة العالية على الإقناع، ويستهدفون الأشخاص الطموحين إلى الربح وتحسين أوضاعهم المادّية، وهي الفئة الكبرى في غزة، مستعرضين نماذج محدودة من أشخاص حقّقوا أرباحاً كبيرة من هذا المجال. عقب ذلك، يأتي دور الضحية الأولى، التي يجب أن تتحوّل إلى مجرم، ينبغي عليه الإيقاع بضحايا آخرين، لكي يستردّ شيئاً من ماله، وبعد وصول رأس الهرم إلى مرحلة التشبّع، يغلق المشروع برمّته، وتختفي الأموال، ولأن أغلب المشغّلين هم أشخاص من الخارج، فإن كلّ القضايا إن رُفعت تُقيَّد ضدّ مجهول».
يتبع ..