مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي
لم يسلم سمك السردين من الارتفاعات المتواصلة في أسعار المواد الغذائية بآسفي، بعدما ارتفع بشكل ملموس، متجاوزا 15 درهما للكيلو غرام ، وهو الأمر الذي أثار سخط المستهلكين، بالنظر إلى أن سمك السردين هو مائدة الطبقة المتوسطة والضعيفة على السواء خلال فصل الصيف.
وارجع احد تجار السمك بسوق البركة بمدينة اسفي، أسباب ارتفاع أسعار سمك السردين إلى ارتفاع الطلب على هذا المنتوج البحري مقابل تراجع في العرض، في الوقت الذي تعتبر فيه مدينة اسفي عاصمة السردين، ومع ذلك تشهد إقبالا و زيادة في هذا المنتوج البحري المتوفر بكثرة بسواحل الإقليم، مقارنة مع ما كان عليه الثمن قبل فصل الصيف، مبرزا أن غالبية المواطنين يقبلون بكثرة على استهلاك السردين خلال هذه الفترة الزمنية، حيث يكون سمك السردين في جودة وطراوة عالية.
و عبر مجموعة من المواطنين، عن غضبهم الشديد، بشأن ارتفاع أسعار السمك بهذه الطريقة المهولة، مبرزين أن مدينة اسفي تتوفر على سواحل شاسعة تعرف معظمُها نشاطاً مكثفاً للصيد البحري، كان من المفروض أن يجعل من الأسماك بديلاً غذائيا مناسباً وبأثمنة ملائمة للأسر المغربية، التي تعرف قدرتها الشرائية تدهوراً متواصلاً من جراء غلاء معظم المواد الغذائية ، و”رغم غلائه وقلته بالأسواق، أوضح احدهم، أن “هناك إقبال متزايد على شراء السردين مقارنة مع قلة العرض”، معتبرا أنه “لم يعد سمك الفقراء بل أصبح سمك الأغنياء بعد هذا الغلاء حيث أن ثمن الكيلو الواحد لسمك السردين فاق كل التوقعات ولو يعد في متناول الجميع .
وأوضح التهامي بحارة بميناء اسفي، أن وضعية قطاع الصيد البحري بالإقليم أصبحت مقلقة بالنظر إلى حجم الكمية المصطادة من سمك السردين والتي عرفت تراجعا غير مسبوقا، بفعل التغيرات المناخية، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الرحلات البحرية التي أصبحت تثقل كاهل البحار الذي يعيش حالة من الإفلاس
ومن جانبه، أوضح احد الفاعلين الجمعويين بقطاع الصيد البحري بآسفي، أن “ارتفاع أسعار السردين ووصول ثمنه إلى 15 درهما بأسواق مدينة اسفي وقد يتجاوز ذلك ،يرجع إلى هجوم سمك كابايلا (الاسقمري) على السردين واحتكار بعض تجار البيع الثاني في أسواق الجملة لهذا المنتوج رغم قلته ، مع غياب مراقبة ، حيث تشهد زيادات متتالية في أسعار المواد الاستهلاكية بشكل صاروخي وهو ما يخلق نوعا من الاحتقان الاجتماعي، داعيا إلى ضرورة تكثيف من المراقبة على مستوى أسواق بيع السمك البيع الثاني والبيع بالتقسيط والعمل على مكافحة المحتكرين والوسطاء الذين يرفعون أثمنة السردين ويفاقمون معاناة المواطن وحقه في الاستفادة من ثروات البلاد السمكية ونحن نتوفر على واجهتين بحريتين
وسجل المتحدث، أنه “ان ميناء اسفي لأول مرة بعد الجائحة، يعرف نقصا كبيرا في حجم كميات السردين المصطادة ، موضحا ان هناك تسيب في القطاع وان الحلقة الضعيفة في القطاع هو البحار، وان بعض المحتكرين من التجار هم من يتحكمون في أسعار الأسماك بجميع أصنافها وبالتالي أصبح المستهلك محروما من سمك السردين لتدهور قدرته الشرائية، داعيا السلطات إلى “التدخل لمراقبة هذا الارتفاع و حماية القدرة الشرائية للمستهلك بصفة عامة .