جريدةمغربية
بقلم سعيدة خوشان
إقليم شيشاوة يعتبر من أكبر الاقاليم بالمغرب لكن هذا الإقليم يعاني الإقصاء والتهميش والحكرةفي جميع المجالات والتخصصات سواء الصحية أو الإدارية أو حتى الإقتصادية، المواطن يعاني كل أنواع التهميش بحكم أن ساكنة شيشاوة التي تتمثل في المواطن البسيط تعاني جميع ظروف الإقصاء ،وعندما نتكلم عن تهميش إقليم شيشاوة اليوم سنتكلم عن الفئة الأكثر هشاشة في هذا الإقليم المهمش.
في إتصال برئيسة جمعية المرأة المكافحة بشيشاوة أكدت للجريدة بأن المرأة الشيشاوية سواء من كانت تسكن في الميدان الحضري او الميدان القروي ،وبالأخص الأرامل و المطلقات اللواتي لايوجد من يعيل أسرهم غيرهن ،بحيث تعمل المرأة الشيشاوية في الضيعات الفلاحية، بحيث لاحظ مؤخرا أن العمل في القطاع الفلاحي يتجه تدريجيا نحو التأنيت،وتوكل لها عموما مهام الجني ومقاومة الأعشاب الضارة والبذور في الضيعات الخاصة وتكون في الغالب صعوبة الظروف الاجتماعيةوالاقتصادية والمشاكل المادية للمرأة هو الدافع الأساسي للعمل وهي تشعر بخروجها إلى تحسينه وتأمين دخل إضافي للأسرة لضمان قوتها وقوت أسرتها اليومي، وبالرغم من الدور الذي تطلع به المرأة الشيشاوية فإن واقع الفلاحات الناشطات تشوبه العديد من المشاكل وتعترضه الكثير من التحديات مما يجعل مستقبلها يكتنفه الكثير من الغموض و اللبس،مسرحية يومية من المعانات والتضحيات التي تدفعها فلاحات شابات عاملات وأخريات متزوجات وأرامل ومطلقات من اجل توفير لقمة العيش.
في شيشاوة كلما كنت داهبا لصلاة الفجر تجد هولائي العاملات ينتظرنا في (الموقف) قبل بزوغ الشمس وتتسأل في أي وقت إستيقظنا جهزنا الأكل لأولادهم وقبل الفجر هاهم جالسات في (الموقف) ينتظرن، وتجدهم بعد الظهر عائدات من العمل في حر شيشاوة الشديد رغم إستيقاظها الباكر ومعاناة العمل فعندما تصل منزلها لاترتاح تبدأ معاناة أشغال البيت وتحضير الطعام الى اخره،
هو ذات المشهد الذي يتكرر وفي عدد من المحطات المعروفة (الموقف) في صفوف العاملات الفلاحات بمنطقة شيشاوة ونواحيها من بعيد تلمح العاملات في شاحنة مكشوفة إكتلت على مهل بين الثنايا مخافة ان تفقد شيئا من هيكلها المهترئ لتتسارع إليها الفلاحات غير عابئات ولا مكثرتات فالظفر بمكان للوقوف فوق ظهرها هو مبلغ همهن ليتدخل صاحب الشاحنة متوعدا بالطرد وإنزال كل من تبدي سرا أو جهرا إمتعاضا أو إستنكارا من ظروف النقل التي يحرص فيها صاحب الشاحنة على الزج بما لا يقل عن خمسين عاملة وسط الصندوق الخلفي للشاحنة يبقين واقفات على طول الطريق ذهاب وإياب إلى مكان العمل (الضيعة) ذائبين في التنقل على متن شاحنة مكشوفة تجعل اجسادهن محل عبث نسمات الصباح الباردة ووخزات البرد المستفزة سواء في الطريق المتوجه للعمل او وقت الرجوع منه والذي غالبا ما يتزامن مع حلول الظلام وتكون المعانات مضاعفة في فصل الشتاء،ساعات العمل التي احيانا تتجاوز الثماني ساعات ،فتكن على كف عفريت بمجرد أن تطأ قدمهم سطح الشاحنة مما يجعل من وقت مغادرة المنزل كل صباح توقيتا تغلب عليه الشجون والمشاعر الجياشة المطبوعة بالألم والرهبة من تفاصيل يوم قد يحصل فيه المحظور.
فسائق هذه الشاحنة إما تجده سكرنا أو غير مبال بمخاطر الطريق، تجدهم خائفين من وقوع حادت يجبرهم على ترك أطفال لا حول ولا قوة لهم في مواجهة واقع مرير ومستقبل عاتم بإعتبارها العائل الوحيد للأسرة.
و نظرا للعديد من الحوادث القاتلة والمؤلمة التي تشهدها طرقاتنا نتيجة تهور سائق الشاحنة او إفراطه في السرعة او نظرا للحالة السيئة للعربة المهترئة وعدم حصولها على بطاقة الفحص التقني.
ويمكنني القول أيضا أنهن يتعرضن للعنف و اكثر انواع العنف انتشارا نجد العنف اللفظي ظروف تشعر فيها العاملة بأن هناك نوع من “الحكرة”والظلم وأحيانا تتجنب الحديث عن الأمر و تتخلى عن حقوقها مخافة من طردها من العمل وحتى لا تكون عرضة للإستهزاء من طرف زميلاتها ومن باقي العمال،فضلا عن العنف اللفظي تتعرض العاملات الزراعيات إلى صنوف متعددة من التحرش الجنسي من بينها تلميحات من طرف صاحب الضيعة او “الكابران” أو حتى من طرف عامل أخر وتأخد هذه الممارسات أحيانا منحى مساومات ، بل تصل في بعض الأحيان إلى التهديد.
تعتبر أشكال هذه التحرشات الجنسية إنتهاكا لحرمة أجساد العاملات، يحدث ذلك سواء في وسائل النقل او في الأماكن الأخرى( كالضيعة الفلاحية او الموقف او في الطريق اليه….)
أما إذا تكلمنا عن المرأة الشيشاوية القروية يبكي قلمنا ونحن نكتب المرأة الشيشاوية القراوية هي مرأة تسكن بقرى بعيدة ومنعزلة هي مرأة تشتغل بالحقل وفي جميع المجالات ناهيك عن أشغال المنزل هي إمرأة تقاوم التعب وفصل الشتاء القارص ،هي إمرأة تقدم كل أنواع التضحيات التي يمكن للإنسان أن يتخيلها ومقابل طرف خبز مع كأس شاي يسدوا جوع أطفالها هذا يشعرها بالسعادة.
أما إذا تكلمنا على الولادة بالنسبة للمرأة القروية الشيشاوية فهي تشبه الإنتحار بحيت يجب حملها على الدبة مسافات ومسافات حتى تصل الى الطريق السيار بعد ذلك تستأجر سيارة (خطاف) حتى يؤخدها الى المستشفى محمد السادس بشيشاوة وعندما تصل الى المستشفى، لايخسرون عليها شيئا سوى إذهبي إلى مراكش عندها عليها الإتصال بالإسعاف التي تأخد أجرة مقابل توصيل المريض الى مراكش،
بالله عليكم إمرأة تعاني كل ضروف التهميش والإقصاء والحرمان عندما تقترب ولادتها كيف ستتحمل كل مشقات الطريق كيف ستتحمل دفع هذه المصاريف،لذلك نجد أن أغلب نساء قرى شيشاوة إما يلذن في منازلهن أو يموتون أثناء الولادة
في ضل غياب المسؤولين والمسؤولية وفي ضل غياب
جمعيات مدنية بشيشاوة تتكلم عن المرأة وتطالب بحقوقها وفي ضل غياب الإحترام والأخوة لهذه المرأة التي فيها أمنا وأختنا وزوجاتنا. نجد ان المرأة الشيشاوية أكتر شخص يعاني من الحگرة والتهميش في شيشاوة.
لذلك نلتمس من مسؤولين ومن جمعيات المجتمع المذني النظر والتمعن والمساعدة في حل مشاكل المرأة الشيشاوية سواء داخل الميدان الحضري او القروي.