مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي
عرف المركز الإقليمي لمهن التربية والتكوين بمدينة آسفي، صباح اليوم الجمعة 17 دجنبر 2021، تنظيم الدورة التكوينية الأولى لفائدة مسيري المصالح المالية والمادية .بالمؤسسات التعليمية بإقليم آسفي، في موضوع التدبير المالي للميزانية المستقلة لجمعية مدرسة النجاح.
وتأتي هذه الدورة التكوينية، التي أطرها كل من الأستاذ منير الشرقي منسق مشروع 16 على ضوء القانون الإطار 17 / 51، والأستاذة ماجدولين أبوعلى مفتشة المصالح المالية والمادية بالمؤسسات التعليمية بالإقليم، في إطار تنزيل مشاريع القانون الاطار17 /51 خاصة المشروع 16 المتعلق بتطوير الحكامة ومأسسة الإطار التعاقدي.
وفي مداخلة له، تطرق الأستاذ منير الشرقي بإسهاب إلى جوهر القانون الإطار 51/17 والذي يكمن في إرساء مدرسة جديدة مفتوحة أمام الجميع، تتوخى تأهيل الرأسمال البشري، مستندة إلى ركيزتي المساواة وتكافؤ الفرص من جهة، والجودة للجميع من أخرى، بغية تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في الارتقاء بالفرد وتقدم المجتمع ، مع التنصيص على مبادئ وتوجيهات وأهدف إصلاح المنظومة في قانون إطار من شأنه أن يضمن التطبيق الأمثل لمستلزماته، يؤمن استمراريته باعتباره مرجعية تشريعية ملزمة في اتخاذ النصوص القانونية والتنظيمية اللازمة لبلورة الأهداف والتوجيهات والمبادئ، مشيرا في الوقت ذاته إلى الموجهات الأساسية للمشروع والمتمثلة في مواصلة تفعيل سياسة اللامركزية واللاتمركز في تدبير المنظومة على المستوى المجالي والعمل على ترسيخ الديمقراطية والمسؤولية والتفويض والشفافية والمحاسبة والترشيد وتبسيط المساطر والمراقبة الداخلية وكذا العمل على إرساء استقلالية مؤسسات التربية والتعليم والتكوين باعتماد مشروع المؤسسة المندمج كـأساس لتنميتها وتدبيرها .
وشدد الأستاذ منير الشرقي في عرضه على ضرورة تحقيق جملة من الأهداف الخاصة والتي ترمي إلى تكريس مقاربة التنفيذ الميزانياتي، وإعداد مشاريع وتقارير نجاعة الأداء للقطاع، و دخول حيز التنفيذ لنظام التدبير المندمج للنفقات GID – AREE باعتباره آلية للحكامة الجيدة يمكن من تقاسم المعلومات في مجال الإنفاق العمومي ويتيح لسلطة الوصاية من تتبع المحاسبة وتنفيذ الميزانية و العمل على تحيين إطار التدبير المالي والمادي والمحاسباتي مع إرساء آليات التخطيط والتحكم في البرمجة الميزانياتية المتعددة بالإضافة إلى تطوير برامج التعاون والشراكة في محليا وجهويا و إطار التعاون الدولي في مجال التمويل والرفع من جودة المنظومة .
في مداخلة لها، حول التدبير المالي للميزانية المستقلة لجمعية مدرسة النجاح ، أكدت الأستاذة ماجدولين أبوعلى مفتشة المصالح المالية والمادية بالمؤسسات التعليمية بإقليم آسفي، على الانسجام التام مع التوجهات العامة للوزارة التربية الوطنية والرامية أساسا إلى ترسيخ ثقافة اللامركزية واللاتمركز وإعطاء صلاحيات أكبر وأوسع لتدبير الشأن الجهوي والإقليمي والمحلي. وتعزيزا لدور المؤسسة باعتبارها نقطة ارتكاز في إصلاح منظومة التربية والتكوين، عمدت الوزارة إلى إحداث جمعيات دعم مدرسة النجاح باعتبارها إطارا مؤسساتيا وماليا داعما لثقافة العمل بالمشروع والتدبير الذاتي، والتي تمثل مقاربة ومدخلا عمليا متقدما في تحديد الرؤى الفاحصة، والتخطيط المناسب، وإحداث الدينامية الضرورية للرقي بالأداء التربوي والتدبيري للمؤسسة التعليمية من خلال تطوير مؤشرات الإنجاز الكمية
والنوعية، خصوصا مؤشرات الجودة المتعلقة ب: الرفع من معدلات النجاح؛
الرفع من نسبة النجاح؛ الرفع من درجة الاحتفاظ بالمتعلمات والمتعلمين.
وبغية توفير الظروف المناسبة والضامنة لبلورة مشاريع تربوية تتماشى مع هذه الأهداف الإستراتيجية، في بعدها المالي.
ولإحداث هذه الدينامية ومسايرة هذا التوجه الإصلاحي على مستوى التدبير المؤسساتي، أوضحت مفتشة المصالح المالية والمادية بالمؤسسات التعليمية بإقليم آسفي، انه تم إعداد دليل مسطري في شأن التدبير المالي “لجمعيات دعم مدرسة النجاح.” والذي يروم إلى: توضيح مجالات صرف ميزانية جمعيات “دعم مدرسة النجاح” ومشروع المؤسسة؛ مع تقديم الدعم والمساندة لمسيري جمعيات “دعم مدرسة النجاح” لتدبير الموارد المالية المتعلقة بمشروع المؤسسة؛ توفير ضمانات التحكم والترشيد والعقلنة في تدبير الميزانية.
ويتألف هذا الدليل المسطري، تقول الأستاذة ماجدولين أبوعلى من عدة محاور منها : أبواب الميزانية، من مداخيل ومصاريف؛ طرق مسك السجلات المحاسبية، وضبط وثائق الإثبات؛ آليات التتبع والتقويم.
وأكدت مفتشة المصالح المالية والمادية بالمؤسسات التعليمية بإقليم آسفي الأستاذة ماجدولين أبوعلى، على إن التدبير السليم للجمعيات المدرسية يقتضي إعمال أدوات الحكامة الجيدة.، موضحة أن من بين هذه الأدوات وأهمها ما يتعلق بالحكامة المالية التي تهتم بحسن تدبير الموارد وترشيد استعمالها، باعتبار أن هذا الدليل يهدف إلى تأطير عملية صرف منحة جمعية دعم مدرسة النجاح موضوع المذكرة المسطرية الصادرة عن مديرية الميزانية بقطاع التعليم المدرسي، كما يأتي أيضا في إطار تمكين مسيري جمعيات دعم مدرسة النجاح من وسائل التدبير المالي المسؤول، لاسيما بعد الانطلاق الفعلي لهذه العملية. إضافة إلى ذلك، أنه يعتبر أداة عملية داعمة للتكوين في المجال المالي، بالنسبة لمسيري هذه الجمعيات، يمكن إغناؤها بشكل مستمر بناء على التجربة والممارسة الميدانيتين.
وذكرت الأستاذة ماجدولين أبوعلى، بأن حسن تدبير هذه الجمعيات يتوقف بشكل كبير على حسن تنظيم ماليتها وتنظيم محاسبتها، الشيء الذي سيساهم في الرفع من أدائها، بحيث يشمل التسيير المالي مجموع العمليات التي تتيح المتابعة اليومية لجميع المعاملات المالية للجمعية والذي يستهدف تحقيق توازن بين المداخيل والمصاريف وتقديم معلومات منتظمة من أجل تحديد الوضعية المالية للجمعية، كما يهدف هذا الدليل المسطري إلى المساهمة في تعزيز الحكامة المالية لهذه الجمعيات بغية تحقيق أهداف العملية برمتها، وذلك من خلال إعمال مبادئ أساسية: التبسيط أي اعتماد ميزانية سهلة الفهم والتناول والانجاز، الوضوح ويتجلى في التوفر على رؤية واضحة بالنسبة لكل الموارد ولكل النفقات، الشفافية وذلك باعتماد وثائق الإثبات لكل العمليات المنجزة، المصداقية ومجالها تسجيل وتقييد وتدوين العمليات تباعا بالسجلات المحاسبية، التتبع والمراقبة لكل مصاريف الجمعية ومداخيلها من طرف الأجهزة المسيرة لها وكذا المانحين..
وقد عرفت هذه الدورة مشاركة فعالة لفائدة مسيري المصالح المالية والمادية .بالمؤسسات التعليمية بإقليم آسفي، الذين ابدوا تجاوبا مع ما جاء في العرضين من معلومات قيمة من خلال مشاركاتهم الوازنة، مقترحين تنظيم ورشات تكوينية خلال الأيام المقبلة . .