الرسالة الثالثة عشر :
تعال ،
بكل جراحك و أخطائك ، الوقت سيشفي الخيبات ،
تعال،
بكل ثيابك وخجلك ، الشوق واللهفة ستحررك منهما ،
تعال،
بكل عقدك النفسية وتراكماتك، العناق يحيي ويشفي ،دعنا لاننتظر من الحياة أن تمنحنا ورقة عليها رقم نعرف به متى سيحين دورنا للعيش ،للحب، للشجار ، للسفر، للفرح ، للبكاء ، فالطابور طويل ولا أعتقد أن الوقت سيكون سخيا معي أو حتى يعيرني أي اهتمام ،أما الحظ فلا يزور أحياءنا الهامشية ، فلتعم الفوضى لم أعد أطيق النظام و الحياء و الادب ،ما الذي جنيته منهم ، لا شيء سوى افكار و مشاعر كبتت ولا أزال أصارع مؤجلة انفجارها الى أن أقابلك ،أو أقبلك ، لا فرق ماداما يعنيان لقاءك .
اليوم كنت أكثر سعادة و خفة ففكرت في تغيير تسريحة شعري المعتادة ، غير أنني اكتشفت أن الشيبة التي كنت أطمرها تحت سواد شعري تزوجت وخلفت بضع صغار ليؤنسو وحدتها ، نظرت إليهم مليا ، مررت بنان أصبعي عليهم ثم قبلتهم وأنا ادعو ليبارككم المولى ولا يشتت شملكم ، لم أغضب من شيبتي الكبرى و الأولى ، تفهمتها فقد كنت أضغط عليها في كل مرة أسرح بها شعري ،و أحبسها وأخفيها وكأنها ارتكبت اثما ،ضُغطت الى أن انفجرت تاركة أثرا لا يخفى .
لذا الآن تعال ، لا وقت لأطمرك داخلي ، اخاف أن تنفجر يوما فيدرك الجميع فظاعة ذنبي وعاري ، تعال ……