مغربية بريس
متابعة خاصة …….قسم الأخبار
إن مسيرة العدل ليست مجرد مسلك إداري أو وظيفةٍ تُملى بنصوصٍ قانونيةٍ جامدة، بل هي مسؤوليةٌ عظيمةٌ يحملها أهل العلم والحكمة، وأمانةٌ يتولاها من أُوتوا بصيرة تُميّز بين الحق والباطل، ورحمةً توازن بين الصرامة والإنصاف. وفي هذا الإطار، يبرز اسم السيد القاضي المحترم عبد الرزاق الجباري كأحد أولئك القضاة الذين حباهم الله فهماً عميقاً للقانون، ووهبهم بصيرةً تجعلهم مناراتٍ للعدالة، يخدمون الوطن بحكمة وعلم وبُعد نظر.
فالقاضي عبد الرزاق الجباري ليس مجرد رجل قانونٍ يفصل في المنازعات، بل هو شخصية قضائية تجمع بين الفقه القانوني الرصين والرؤية الإصلاحية التي تسعى لنشر الوعي الحقوقي وتعزيز الثقافة القانونية بين مختلف شرائح المجتمع. فهو يُدرك، كأهل البصيرة، أن القضاء ليس فقط الفصل في النزاعات، بل هو رسالةٌ تهدف إلى ترسيخ مبادئ العدل والمساواة، وإشاعة سيادة القانون، وربط الأحكام القضائية بروح الإنصاف التي تحمي الأفراد وتصون كرامتهم.
وكما قال الله تعالى في محكم تنزيله: “فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا” سورة الكهف: الآية 65، فإن العلم الذي يحمله القاضي الجباري ليس مجرد معرفة قانونية نظرية، بل هو علمٌ محاطٌ برحمة تجعل منه فقيها قاضيا لا يقتصر على تطبيق النصوص بحرفيتها، بل يسبر أغوارها بحثا عن العدالة الحقة، إيمانا منه بأن “إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلْإِحْسَٰنِ وَإِيتَآئِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ وَٱلْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” سورة النحل: الآية 90.
لقد اختار القاضي عبد الرزاق الجباري أن يكون رجل قانونٍ من طرازٍ خاص، لا ينحصر دوره في قاعات المحاكم، بل يمتدّ إلى نشر الثقافة القانونية وترسيخ الوعي الحقوقي لدى عموم الناس، ليكون القانون مفهوماً مستوعباً لا مجهولاً مبهماً، ولتصبح العدالة مسؤوليةً جماعيةً لا مجرد مطلبٍ فردي. فهو يُدرك أن قوة القانون لا تكمن فقط في العقوبات والجزاءات، بل في احترام الناس له عن اقتناعٍ ووعي، مصداقاً لقوله تعالى: “لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ” سورة الحديد: الآية 25.
إن التقدير والاحترام اللذين يحظى بهما القاضي عبد الرزاق الجباري ليسا وليدي الصدفة، بل هما نتيجةُ مسيرةٍ ناصعة من الاجتهاد والالتزام بالقيم القضائية السامية، حيث جعل من علمه القانوني حصناً للحقوق، ومن أحكامه ميزاناً للعدل، ومن رؤيته الفكرية جسراً يربط القانون بالمجتمع. إنه نموذجٌ يُحتذى به في الإخلاص لمهنة القضاء، وإدراكٍ عميقٍ لمسؤولية رجل العدل، الذي لا يكون قاضياً عادلاً بحق إلا إذا تحلى بالحكمة، واتخذ من الإنصاف مبدأً لا يحيد عنه، كما قال تعالى: “يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَٱحْكُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّه” سورة ص: الآية 26.
إن الوطن بحاجة إلى قضاة أمثال القاضي عبد الرزاق الجباري، ممن لا يرون في القانون مجرد نصوص جامدة، بل يرونه نوراً يهدي، وسلاحا يحمي، وميزانا يزن الحقوق بالعدل لا بالهوى. ومن هنا، فإن فكره القانوني واجتهاده القضائي يشكلان إرثاً ثمينا يُثري المنظومة القضائية ويُعزز الثقة في العدالة، وهو بذلك يُخلد اسمه في سجل القضاة الأجلاء الذين جعلوا من القضاء رسالة سامية لخدمة الوطن والمجتمع، وتثبيت دعائم الحق والإنصاف.