جماعة الحوافات بإقليم سيدي قاسم: استمرار العجرفة السياسية وترسيخ الإعاقة الأخلاقية.

مغربية بريس

متابعة خاصة:الرباط

لقد كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن الإنتخابات التشريعية،وبدأت الأحزاب السياسية بكل تلاوينها من اليمين إلى اليسار بالتحرك ميدانيا وبكل جهد من أجل تنزيل الخطابات الملكية التي تحث على ضرورة التخليق السياسي وإعادة الثقة بين الناخب والمنتخب،وفي خضم كل الإشارات الرشيدة التي يدعو إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بنصره لازالت بعض الوجوه للأسف لا تريد أن تنصاع لخارطة الطريق الوطنية التي عملت مجموعة من الوجوه السياسية النزيهة وثلة من الأطر على وضعها بقيادة السدة العالية بالله،بل وانخرط المواطن والمواطنة المغربيين في إنجاحها عبر الهيئات النقابية والمجتمع المدني،كل هذه المكونات من الشعب المغربي تجندت من أجل الإنتقال الديمقراطي وخلق آليات قادرة على إعادة وطننا الجريح إلى سكة التنمية الحقيقية والعدالة المجالية والحرية.وفي هذا التوجه لا بد أن نستحضر المتغيرات الإقليمية،فرغم تربص الجيران بالمغرب والمحاولات الفاشلة لزعزة إيماننا شعبا وملكا أن مغرب اليوم ومغرب الغذ هو المغرب الممكن والمتسع للجميع.لكن للأسف فبعض الوجوه السياسية وخصوصا رئيس جماعة الحوافات بإقليم سيدي قاسم أصبح نموذجا للسياسي المتابع بمحكمة جرائم الأموال والذي يدعي النزاهة،لقد بات قالبا واقعيا للسياسي الذي تم عزله من رئاسة الجماعة ومازال يقوم بمهامه رغم توصل عامل إقليم سيدي قاسم بقرار العزل.وفي هذا الصدد فالمواطن لازال يتأمل بكل استغراب من التناقض الذي تعيشه جماعة الحوافات،فالجماعة تلقت أكثر من 70 مليار سنتيم بدون أي أثر يذكر،حيث أن هذه الجماعة لم تعرف سوى بعض الإصلاحات على مستوى البنية التحتية التي لا تنسجم مع التدبير الذي يخلق دينامية إقتصادية.وفي المقابل فالرئيس المعزول والمزاول لمهامه يتنقل في إقليم سيدي قاسم بكل أيرياحية وعلى طريقة الكبار والأعيان بل على طريقة الأمراء مما دفع البعض لتسميته بالمليونير.ويجدر الذكر أن هذا الرئيس لم يكن سوى موظف بسيط والآن أصبح ممن يملكون الملايير ويروجون أنهم مدعومون من جهات عليا.وأمام هكذا ممارسات فالمواطنون والمواطنات يستغربون من بعض سلوكات هذا النموذح من السياسيين وهم يشاهدون عبر القنوات الوطنية أو مواقع التواصل الإجتماعي أوامر صاحب الجلالة التي تقضي بربط المسؤولية بالمحاسبة.ولعل ما زاد الطينة بلة هو ظهور رئيس جماعة الحوافات في المقر الإقليمي للحركة الشعبية واضعا صورته في نفس مستوى صورة ملك المغرب مما دفع مجموعة من المتتبعين لهذه “العجرفة”، كما أسماها البعض،إلى استنكار هذا الحدث المشين والذي يسيئ إلى المغاربة.فلطالما اعتدنا رؤية صورة ملوك المغرب هي أعلى الصور وهذا ثراث وعرف لدى المغاربة تكريما لرمز يضمن وحدتنا الترابية.فماذا يحدث بإقليم سيدي قاسم وما مدى صحة إدعاءات هذا السياسي بأن جهات عليا تدعمه؟هل سيعجل القضاء ويقول كلمته لإزالة هذه المغالطات؟وفي هذا الصدد فلا بد أن نذكر أن الرئيس سيمثل غذا بمحكمة جرائم الأموال مجددا لإستكمال محاكمة ماراطونية أبطالها سياسيون يسرقون المال العام بوفرة ليعيقوا التقدم وينتشرون في المجتمع كسرطان عبر سماسرة الإنتخابات ليسيطروا من جديد وبالتالي لينهبوا أكثر من ذي قبل.فماذا يحدث بإقليم سيدي قاسم ؟وأي إعاقة أخلاقية أن تنتقذ السماسرة وأنت تلتقط صورا معهم؟فأي إقليم نريد؟

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد