مغربية بريس
مكتب الداخلة
متابعة رقم 1
يدخل خليج الداخلة مرحلة بناء جديد , وهذا أمر لم يأتي صدفة ولا أضغات أحلام ,ولكن هي مخططات حكيمة وضعها جلالة نصب أعينه منذ توليه عرش المملكة وسهر على تنزيلها بكل عناصر الحكامة والرشد المعهود في جلالته , ولم تكن عودة المغرب الى بيته الطبيعي والأصلي داخل منتظم دول الإتحاد الإفريقي عبثا , والتي تلتها الزيارات التاريخية التي قام بها محمد السادس الى مجموعة الدول الإفريقية الشقيقة , وكانت كلها تصب في بناء إفريقيا الجديدة التي أصبحت صمام الإقتصاد العالمي ومحط اهتمام الأوراش الدولية , وهاهي نتائج هذه الحكامة تنزل اليوم غيثا ومكسبا داخل أقاليمنا الصحراوية , وهاهي مدينة الداخلة تتربع على المحيط وتستعد لدخول معترك المدن العالمية الكبرى بعدما استوطنت فيها مجموعة مهمة من القنصليات الدولية , وهاهي الولايات المتحدة الأمريكية توقع مع المملكة المغربية صك التشارك بعد اعترافها الرئاسي والحكومي بمغربية الصحراء وتدشن قنصليتها فوق تراب الداخلة لتبدأ عهد المشاريع والإتفاقيات الكبرى التي ستجعل من الداخلة عاصمة الأوراش وجنة الصحراء الذهبية .
وليست مدينة الداخلة هي من ستستفيد من هذا الإستحقاق الدولي الإقتصادي , ولكن كل مدن الصحراء الكبرى ستدخل حلبات المنافسة بما فيها العيون والسمارة وبوجدور , ومنطقة الكركارات التي ستغدو قريبا محطة التجارة الدولية ومنفذ العبور الى القرن الإفريقي , وهذا ما توصلت إليه قناعات الدول الأوروبية والأمريكية ووضعت مفاتيح تسييره بيد الدولة المغربية باعتبارها هي المؤهلة لحماية مصالح اقتصاد دول شمال جنوب .
هي إذن محطة جديدة تدخلها المدن الصحراوية في عهد الإقلاع السياسي والإقتصادي, ومن أجل الإلتحاق بركب مدن الشمال والوسط والجنوب , وهذه الإنجازات لابد لها من أرض مجتمعية خصبة, ونضج سياسي عميق يترجم جهود جلالة الملك الى إقلاع جاد وعميق , بعيدا عن التجاذبات السياسية الضيقة التي تعيشها بعض المدن الصحراوية خاصة بعد اقتراب مرحلة الاستحقاقات , إذ لايمكن للأحزاب السياسية الراعية للشأن العام بالأقاليم الصحراوية المغربية أن تحول مدينة العيون والداخلة مثلا الى حلبات الإقتتال عن المناصب أمام العمل الدبلوماسي لقنصليات الدول بالأقاليم الصحراوية , ولا يمكنها أن تخلط أوراق المخطط الملكي بمدن الجنوب بصراع الرئاسات الإقليمية والجهوية كما نراه اليوم ساريا بمدينة الداخلة , وما تعيشه الساحة السياسية من وضع يلوح بصفيح ساخن بين السياسيين وأعيان المدينة , حتى صار المواطن يخشى على ضياع مصالحه بين تصفيات حسابات الكبار .
لقد عاشت مدينة الداخةهذا الأسبوع حدثا تاريخيا إستثنائيا بعد وصول الوفد الأمريكي إليها وكل أنظار العالم تتابع أشغاله وتنقلاته من العيون الى الداخلة , لكن المواطن المتتبع لشؤون السياسة هناك , كان متابعا لتحركات المنتخبين ولحركة المدينة أثناء الحدث ليتأكد لنا أن ثمة أمور كانت تجري في الساحة السياسية بين بعض الأحزاب , وبين بعض الأسماء النافدة في المدينة , وهو أمر قد يؤثر على الأجواء العامة التي تعيشها الداخلة على كل الأصعدة .
بقي أن نشير على أن هناك في مخيمات تندوف الجميع يتابع هذا الحراك التاريخي وعن الوفود الدولية التي اتخدت من مدينة الداخلة قبلة دولية مستقبلية واعدة , وهي مناسبة يمكن أن نعطي فيها فرصة سانحة لإخواننا الصحراويين المغرر بهم في مخيمات الإحتجاز والقهر بأن وطنهم ودويهم وأرضهم لازالت تنتظرهم والوطن سيظل غفور رحيم , وهاهي الأقاليم الصحراوية أرض أجدادهم تأخد طابع الحداثة والتجديد, وتقطع أول خطوة في مسافة الإزدهار الإفريقي والعربي والعالمي , والجميع فيها يحمل معول المشاركة فعودوا الى تربتكم الأصلية , وكفاكم عيش الإستعباد والعبودية والإحقار .
نعم لقد تابعنا ونتابع يوميا كل المحطات التي تقطعها اليوم مدينة الداخلة ومن الواجب أن يظل المواطن فيها صاحيا الى جانب فعالياتها ومنتخبيها الصادقين , لأن مصالح الساكنة هي رهينة بكل مجالات الإستشراف الذي تطمح إليه مدينة الداخلة في المشروع التنموي الجديد الذي يرعاه جلالة الملك , واليوم سيعطيه نفسا جديدا للمتابعة والتنزيل , وهذا لن يتأتى إلا بالأسماء الوازنة ورجالات البناء , والملتصقين دوما بهموم وقضايا الساكنة , ومهندسو المشاريع الكبرى التي ستجعل من الدول الأخرى حجز مقعد دبلوماسي واقتصادي جديد نحو خليج الداخلة العالمية …/