مغربية بريس
تحرير كزولي المحجوب
بعد أن أعيتنا الكتابة عن أخبار الجائحة وإحصاء عدد الموتى والمصابين في دول كنا نراها هرما في كل شيء , وكان شبابنا يحلم من أجل الهجرة إليها باعتبارها جنة الفردوس , جاءت كورونا لتعيد حسابات أخرى لاعلاقة لها بالمجد والعمران ولا بالديمقراطية وغزو الفضاء , وإنما بوعي خاص إسمه الوطنية والخوف على أمن الشعب , زارتنا كبقية دول العالم جائحة الفيروس المصطنع لإذلال الشعوب اقتصاديا , لكن السحر انقلب على الساحر ليبدأ العد العكسي لنظام عالمي جديد ستظهر علاماته مابعد كورونا ومؤامرات علماء المختبرات وجنرالات الحرب الجرتومية , درس كورونا لايشبه دروس السيدا والأنفلوانزا والسارس والإيبولا , درس هذا الفيروس كان امتحانا مر عسيرا على الدول العظمى ونحن استفذنا من تبعاته بحكمة اعتاد المغاربة صياغتها واستعمالها في وقت دروة المؤامرات الدولية , والتاريخ المغربي حافل بهذه الشهادات التي قد نعود إليها في عمود لاحق …
الشعب المغربي كان ذكيا بالقدر المطلوب وبشهادة إعلاميين بأوروبا وبشهادة بعضنا البعض وهذا هو الرائع , حقيقة أننا نفتقر إلى البنيات التحتية للمنظومة الصحية , وحقيقة أننا نفتقر إلى استراتيجية احتواء الأزمات , ولكننا نملك وعيا أبهر العالم وصفق له المواطنون من شرفات منازلهم وهم يؤدون التحية لرجال الأمن والسلطة الذين كانوا في مستوى الأمانة الوطنية والعمل الإنساني البطولي نساء ورجالا , وعي ظهرت نتائجه في أرقام الوفيات القليلة والمصابون وفي عدد حالات الإستشفاء , إنجاز يعود فضله للطاقم الطبي الرائع الذي اختار أن يكون في الصفوف الأولي من مواقع الحرب ضد فيروس قاتل لايرحم صغيرا ولاكبيرا , طاقم يستحق جائزة نوبل المغربية التي قلدها إياه شعب كامل اختار أن يدعم الطبيب بالحجر الصحي حتى يبقى مغزولا عن الإصابة وقرر استعمال تاج الوقاية ليضمن مسافات الإبتعاد عن سهام هذا الفيروس الفتاك .
هاهي الأيام تدور في عجلة النزول للخلاص من هذا الوباء , وهانحن نحافظ على المستوى الرائع للوعي الوطني , وهانحن نحتك بالمؤسسات الأمنية عن قرب لنلمس منهم الحس الإنساني والأخلاقي والقيمي , إشارات ستبقى شامخة في أذهان الشعب المغربي الذي غنى النشيد الوطني بأصوات رجال الأمن وتسلم التحية من كبار ضباطه ليتأكد لأعداء الوطن والحاقدين على نعمة وحدة شعبه , على أن هذا البلد محمي بالسبع المثاني وبأولياءه الصالحين وبرجالاته الأشداء , وبحكمة ملك متبصر حكيم يخاف على شعبه كخوفه على عائلته الملكية الشريفة , وبهكذا تماسك لن تستطيع لا كورونا ولا جيوش العالم أن ينالوا من عزته ووحدته وشهامة مواطنيه ….برافو خوتي المغاربة .