مغربية بريس
مكتب الداخلة : حياة الدليمي
حوار حصري خاص
حاولنا ومنذ شهور الغوص في برامج منظمة سيزام من خلال حوارات أجريناها مع السيد شياخ ولد سيدي ولد شياخ وهو الناشط الصحراوي المنتمي لهذه المنظمة , وقد جعل أولى اهتماماته بسياسية ملف الصحراء المغربية من داخل أروقة التنسيقية الأوروبية سيزام لكن بالنظرة المستقبلية وما ينتظر هذا الملف من إكراهات إن على المستوى السياسي القطبي أو داخل مجمع المنتظم الدولي وعلى رأسها مكتب رئاسة الأمم المتحدة , السيد شياخ وهو الشخصية المتأثرة بالدراسات المستقبلية من خلال المراجع الأكاديمية للعالم المستقبلي المرحوم المهدي المنجرة , هذه الذاكرة العلمية البحثية التي استقرأت معظم التحولات العالمية والقارية وكان لها حضور وازن في أفق العولمة والعالمية وقضايا اقتصادية تفيد القادم من المتغيرات التي يتحكم فيها الرأس المال الأمريكي الى جانب القوى العظمى . السيد شياخ ظل في التنسيقية يدافع عن مشروع الحكم الداتي ويشرح أبعاده الإستراتيجية بما يفيد الوضع السياسي والإقتصادي للمنطقة من خلال المراسلات العديدة التي أطلعنا عليها وجميعها كانت رسائل ذات بعد دبلوماسي يشخص الوضع ويعطي البدائل والمقترحات , كانت آخرها رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة وأخرى الى الرئيس الأمريكي بتارخ : 30/01/2020 ترامب ورسالة عميقة الى وزيرة خارجية جنوب افريقيا ومعظم هذه الرسائل تلقى عنها السيد شياخ أجوبة تفيد الرد الدبلوماسي والسياسي وهذا يؤكد على ان السيد شياخ له مكانته من حيث تموقعه الإداري داخل التنسيقية الأوروبية سيزام وباعتباره أحد الخبراء المختصين في الشأن الصحراوي وباعتباره من أبناء مدينة العيون وهو ابن رجل كان شاهدا على المرحلة …
ومن خلال بعض الأسئلة التي طرحناها على سيد شياخ عن رؤيته العامة حول الشأن الوطني سياسيا واستراتيجيا قال : يحز في نفسي أولا أننا في التنسيقية الأوروبية سيزام نشعر بشيء من القلق لكون التعتيم المضروب على منظمتنا ولحد اليوم لانعرف مقصد هذا التعتيم الذي لم يزدنا إلا صلابة في رأينا ومناعة في أنشطتنا باعتبارنا رجال ونساء هذه القضية , وأننا العارفون ببواطن حيتياتها التاريخية والجغرافية فنحن أحفاد الشيوخ القبائلية العريقة والتي واجهت المستعمر بالسلاح والشرف , ونحن حفذة المقاومين الذين رسموا جزء من تاريخ تحرير الصحراء واليوم نحمل مشعلين , مشعل التحرير ومشعل الدفاع عن ثوابث هذه الصحراء داخل مختبرات الطبخ الدولي , ونحن الذين يحق لنا أن نواجه سيناريوهات المؤامرة ضد أعداء وخصوم الوحدة الترابية لأنهم يخشون فينا قوة الصمود وحكامة الحوار وصلابة المقاومة , لكننا نعرف أن جلالة الملك محمد السادس يعقد العزم على أبناء الصحراء , ويثق في وطنيتهم وإخلاصهم للعرش وللسيادة الملكية .
وعن تأثيره بالعالم المغربي المهدي المنجرة استخلصنا من السيد شياخ أنه يعتبر نفسه أحد تلامذته النجباء والحافظين لتاريخه العلمي والمحافظين على إرثه المعرفي وهذا مفخرة لكل مغربي يخشى على وطنه من القادم ويعمل للمستقبل بحساب الإستباق
وليس بسياسة الإطفاء .
وبخصوص مستقبل المنطقة سياسيا واقتصاديا قال السيد شياخ لقد قطعنا مسافات عميقة في قضية الصحراء المغربية واجتزنا محطات حاسمة في تحديد واقع وأدوات الرهان مع المنتظم الدولي لانتشال قضيتنا من مستنقع المؤامرة وحسابات المصالح الدولية وكذا الأطماع , وقطعت الدبلوماسية المغربية أشواطا قوية في المفاوضات والتشاورات داخل قاعات النقاش الأممي وكل هذا المحطات لم تكن هينة ونجاحها كان بفضل اليقظة الحكيمة والمرونة العالية لجلالة الملك محمد السادس الذي ظل مطوقا بأمانة الوحدة الترابية التي ورثها من والده المفدى المرحوم الحسن الثاني طيب الله تراه , صانع المسيرة الخضراء وقائد إجلاء المستعمر الاسباني , وقد أوصل الملك محمد السادس ملف تسوية هذه القضية الى بر الأمان دون بعدما نجح في إطفاء جميع فتائل الحرب بالمنطقة التي حاولت الجزائر اصطناعها عن طريق ميليشيات البوليساريو , ولعل الحدث التاريخي بالإعتراف الامريكي على سيادة المغرب على صحرائه هو أعظم إنجاز تاريخي بعد حدث المسيرة الخضراء .
لكن ماينتظر المغرب في صحرائه اليوم هو ما يجب أن نأخده على محمل الجد لأنه بمتابة الجهاد الأكبر الذي يستوجب نهضة جديدة أعطى ملامحها مسبقا جلالة الملك محمد السادس في المشروع التنموي الجديد وركز على أهميته داخل الأقاليم الصحراوية خاصة جهة وادي الذهب باعتبارها المنطقة الإستراتيجية الكبرى لإفريقيا وللجوار الأوروبي وهي القطب الإقتصادي القاري الذي تتطلع كبريات الدول الى جر الإستثمارات اليه وبهكذا تخطيط يكون المغرب قد دق أول ناقوس لدخول العالمية الجديدة ما بعد الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء وسيادة المملكة على أراضيها بالجنوب .
وفي مستهل كلامنا فتحنا مع السيد شياخ نقاشا خاصا عن الأحزاب المغربية وكيف يدار المشهد السياسي بالمغرب من خلال بعض الأحزاب التي تتصارع على قيادة الحكومة والشأن العام الوطني فكان رد السيد شياخ : لا أحبد الخوض في تفاصيل وشخصنة الأحزاب المغربية , لكنني سأعطي بعضا من وجهات نظري الخاصة في تحليل شامل ألخصه في التالي :
مثلا نزاز بركة كفاءة اقتصادية بامتياز لكن يستمع لشخصيات وازنة في حزبة لاعلاقة لها بالاقتصاد .
الأصالة والمعاصرة تجمع لمحبي السلطة والقوة لكن قاعدتها تحتاج للتكيف مع الآخر .
أخنوش رجل طيب لكنه في نظر المقربين البقرة الحلوب . العدالة والتنمية عبارة عن خلية نحل تشتغل بجد لكنها مسلوبة الإرادة , ولايسعنا إلا أن نخلص الحديث على أن جلالة الملك كان صريحا في إحدى خطبه السامية حينما تحدث عن الثروة وتسائل عنها , وهنا الكلام كان موجها لمن يراكن الثروات من ظهر الشعب والخزينة , لأن هذه الأخيرة هي من حق الشعب وليس من حق أبناء وأحفاد الأثرياء , والحمد لله أن الملك حفظه الله يبقى هو ضامن حقوق الشعب وراعي هذه الديمقراطية التي يحاول بعض أعدائها دفنها تحت خط الديمقراطية .
وفي كلمة أخيرة قال السيد شياخ : إن هذه الأقاليم الصحراوية العزيزة ولو أنها تبعد جغرافيا بمسافات عن عاصمتنا الرباط فإنها تنعم برأسمال بشري باهر وأبناء الصحراء المغربية غنية بالكفاءات كما هي غنية بالثروات , ومن العار أن تظل هذه العقول الشامخة تموت في ظل التهميش كما قال أحد الكتاب المغاربة المرموقين بالدارجة ” كنتزادو ونموتو في الظل , فبلاد ماقوى الله فيها غي الشمس “