مغربية بريس الرباط
كزولي المحجوب
لم يكن المسعفان الطبيان في خدمة الطوارئ
الإسرائيلية، أفراهام مينتز، وزهير أبو جمعة، على علم بأنهما على وشك اختزال أحد الدروس التي لقننا إياها تفشي فيروس كورونا، حينما توقفا بسيارة الإسعاف في بلدة بئر السبع، بضع دقائق، للصلاة.
فالصورة التي التقطتها إحدى العاملات في خدمة الرعاية الصحية، جمعت مينتز، الذي يدين باليهودية، وأبو جمعة، وهو عربي مسلم، وقد يمّم كل منهما وجهه شطر قِبلة مختلفة، في إشارة لخّصت وحدة الضعف الإنساني، والحاجة البشرية للجوء إلى السماء في مواجهة ما استعصى من أزمات.
قضى نحبه بعدما اختار إعطاء جهاز التنفس لمن هو أصغر منه سنا
باحثون يطالبون بإجراءات سريعة لتجنب وفاة الملايين بسبب كورونا
وحول ما قد يثيره مرأى المسعفين وهما يصليان جنباً إلى جنب من تساؤلات بشأن تجاوز الخلافات الدينية والسياسية، قال مينتز لصحيفة نيويورك تايمز: “نعمد إلى الصلاة معاً لتوفير الوقت، لاسيما وأننا نتلقى عدداً هائلاً من الاتصالات، ونتعامل مع طوارئ كثيرة جداً الآن”.
وأضاف مينتز إنه تضرع إلى الله، وقال “طلبت منه أن يدعني أرى نهاية هذا. النهاية الحسنة، فأنا أعلم أنها ستكون نهاية جيدة. وآمل أن أكون موجوداً حينها”.
في حين يقول أبو جمعة “العالم كله يحارب هذا الوباء، إنه مرض لا يميز بين شخص وآخر، أو دين وآخر، يجب أن نضع كل ذلك جانباً، ونعمل معاً، إنها حياتنا”.
وأضاف أبو جمعة أنه حين يصلي يفكر بأمه الكبيرة في السن، “فهي ضعيفة، وأنا أحاول المحافظة على مسافة البعد المفروضة عنها لحمايتها من العدوى”، رغم أنهما يعيشان تحت سقف واحد.