“فوائد الحجر الذاتي

 

جريدة مغربية بريس_عثمان حبيب الدين.

بما ان فيروس كورونا كائن لا يرى، يظن الكثير من الناس أن إعتماد الحجر الصحي إجراء مبالغ فيه وان الوضع لا يستدعي كل هذا التهويل والتخويف.
والحقيقة الساطعة للعيان هو أن الشعب الصيني (3 مليار ونصف) من الأفراد لم يتغلب على الفيروس ويحد من انتشاره الا بالحجر الذاتي والاقتناع بأن اي واحد منا ممكن ان يكون حاملا للفيروس ويعدي به إنسانا آخر مثله ومن جنسه .
وفي وضع المغرب الذي يعاني اصلا من نقص حاد في الخدمات الصحية والتي من حجم الفيروسات المعدية يصبح الحجر الذاتي الواعي هو الحل للمساهمة في الحماية الجماعية من انتشار فيروس كورونا ومستوى عال من التعبير الحقيقي عن المواطنة وحب الوطن.
ويمكن دكر بعض ايجابيات الحجر الذاتي، فهو فرصة للقراءة والكتابة والجلوس مع الاسرة وتبادل الحديث، وهو كذلك مصدر الاحساس بنوع من الانضباط الجماعي ضد جائحة لا تفرق بين غني وفقير وعارف وأمي وآمر ومأمور.
والحجر الذاتي هو فرصة كذلك للنوم الكافي لعدة ساعات أخرى بالنهار والابتعاد عن التوتر المستمر خلال يوم من العمل ومشاكل النقل والتلوث ومنبهات السيارات.
والحجر الذاتي إجراء مهم سيدفعنا إلى ادراك أهمية تعلم التكنولوجيا الحديثة والذكية وتتبع كل ما يجري في العالم ضد فيروس مجهري قلب كل المعادلات واعطانا صورة حقيقية عن كل دولة وامكانياتها التدبيرية والتنسيقية والتعاونية والتضامنية والصحية والانضباطية.
كما فتح عيوننا على معركة أخرى لا تقل أهمية وموازية لفيروس كورونا وهي معركة الجيل الخامس من التكنولوجيا الذكية بين لهواوي الصيني وكوكل الأمريكي ومن ستكون له الاسبيقة مستقبلا في تحديد الهوية العالمية ومصير البشرية اهي الاشتراكية العلمية ذي الخصائص الصينية ام الراسمالية المتوحشة في أمريكا وأوروبا .
واخيرا الحجر الذاتي الذي يطبقه الفرد على نفسه، بقناعة، دون الاحساس بضغط من سلطة او خوف مبالغ فيه هو ادراك لمدى عظمة الكون وان الإنسان جزء منه والتعاون فوق الأرض هو ضامن استمراره ووجوده.

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد