مغربية بريس/ متابعة طاقم التحرير
الرباط – يمثل الإعلام والرياضة العنصرين الحيويين في بناء المجتمع الحديث، فهما يشكلان وسائل أساسية للتعبير عن الهوية الثقافية و الوطنية لأي بلد، إلا أن الواقع المغربي يعكس صورة مختلفة، حيث يشترك كلا القطاعين في مواجهة عوائق تسببت في فشلهما في تحقيق الأهداف المنشودة، و أصبحت النتائج السلبية القاسم المشترك بينهما.
تعاني الرياضة المغربية من هيمنة بعض الأفراد الذين يحتفظون بمناصبهم لسنوات طويلة دون إحداث تغييرات تُذكر هذه السيطرة المستمرة تعيق تطوير القطاع، حيث يحرص المسؤولون على البقاء في مناصبهم بأي ثمن، متجاهلين مصلحة الرياضة الوطنية و تطويرها.
فظاهرة “باك صاحبي” التي تُقصي الأبطال الحقيقيين و تُفسح المجال لغير المؤهلين، تُسهم في تعزيز فشل الرياضة المغربية على الساحة الدولية ليتم تفضيل من يملك العلاقات الشخصية على من يملك الكفاءة، مما يؤدي إلى غياب العدالة و تراجع الأداء الرياضي.
ما نعيشه اليوم من إخفاقات في منافسات الألعاب الأولمبية بباريس، حيث لم يحقق المغرب ولو ميدالية واحدة، إقصاء تلو الآخر في كل الرياضات، وهذا يؤكد على أن الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب، لأنه لم يحقق أية نتائج سواء في الرياضة أو الإعلام العمومي الذي لم يرقى بدوره إلى ما يتطلع إليه الشعب المغربي، إذ حصلت إخفاقات و فشل في تغطية الأحداث المختلفة، سواء كانت وطنية أو رياضية هذه الإخفاقات تستدعي التفكير بجدية في قيادة جديدة و قادرة على قيادة التغيير.
الإعلام المغربي يعاني من مشاكل مشابهة، حيث يسيطر نفس الشخص على القطاع الإعلامي لعقود، مما يؤثر سلبًا على جودة المحتوى وقدرته على مواكبة التطورات المجتمعية، هذه الهيمنة تخلق بيئة إعلامية جامدة تفتقر إلى الإبداع و الابتكار، حيث تُفضل الاستمرارية على التغيير الإيجابي ليؤدي هذا التحكم الفردي إلى رتابة المحتوى الإعلامي و ضعف التفاعل مع متطلبات الجمهور، مما ينعكس سلبًا على قدرة الإعلام في توجيه الرأي العام و إبراز قضايا المجتمع الحقيقية.
السبب الرئيسي وراء الفشل في كلا القطاعين هو استمرار فيصل العرايشي في القيادة لعقود دون تحقيق نجاحات تُذكر هذا المسؤول الذي فشل في الإعلام لأكثر من ربع قرن، يشغل أيضًا منصب رئيس لجنة الألعاب الأولمبية لعقد من الزمن، إضافةً إلى رئاسة الجامعة الملكية للتنس لأكثر من عشرين عامًا هذه السيطرة الطويلة تعكس نقصًا في التجديد والإبداع في كلا المجالين، مما يؤدي إلى تدهور الأداء وفقدان الثقة بين الجمهور.
يشترك الإعلام والرياضة في المغرب في مواجهة الفشل الناتج عن الإدارة الراكدة والهيمنة الفردية في كلا القطاعين، يُفضل الحفاظ على الوضع القائم على حساب التطور والنجاح هذه الممارسات لا تؤدي فقط إلى تراجع الأداء، بل تُهدد بإفقاد المغرب مكانته في هذين المجالين الحيويين
حيت يمتلك المغرب قدرات و إمكانات كبيرة في مجالي الرياضة و الإعلام، لكن الهيمنة الفردية و الإدارة غير الفعّالة تقف عائقًا أمام تحقيق التقدم و يتطلب الوضع الراهن تحركًا جادًا نحو الإصلاح، من خلال تعزيز الشفافية وتجديد القيادات لضمان العدالة و تكافؤ الفرص، وبذلك يمكن للمغرب أن يستعيد مكانته المرموقة في عالم الرياضة و الإعلام.