مغربية بريس
سعيد ماسة
ظاهرة التسول بصفة عامة ليست بجديدة،لكن كانت تمارس من طرف أشخاص راشدين نساءا ورجالا،ولا نستثني حتى الأطفال الصغار،لكن كنا نجدهم رفقة راشد –والده أو أمه أو شخص يكتريه من أسرته-،لكن اليوم بدأنا نجد الأطفال الصغار الأقل من عشر سنوات دون رفقة أحد يمارسون التسول بمختلف أنواعه.وبدأت هذه الظاهرة تتفشى قبل سنة كورونا واتسعت رقعتها بشكل مهول خلال سنوات الجائحة التي مازالت مستمرة إلى يومنا هذا.
وبدأنا تحقيقنا حول أسباب تفشي هذه الظاهرة،بالتوجه نحو الشارع لمعرفة آراء المواطنين.
المستجوب1:
أكد انتشار هذه الظاهرة بشكل مقلق داخل القنيطرة،ورجح سبب ظهورها إلى الفقر والحاجة.
المستجوب 2:
سبب ظهورها في السنوات الأخيرة مرتبط بالأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا التي زادت في الرفع من وثيرة الفقر داخل المدينة…
المستجوب 3:
ظاهرة التسول أصبحت مهنة حتى للأطفال الصغار،حيث أنهم يجدون تعاطفا من المواطنين ويعودون في المساء بجيوبهم المملوءة بالدراهم مما شجع على انتشار هذه الظاهرة.
رغم اختلاف تصاريح المواطنين حول أسباب ظهورها،إلى أنهم يجمعون على تفشيها بشكل خطير.
ومن استجواب المواطنين انتقلنا إلى استفسار الأطفال المتسولين لمعرفة أسباب تسولهم:
الطفل المتسول 1:
“باش نخلصوا الكراء والماء والضوء”
الطفل المتسول 2:
“باش نشري دواء لأمي وأبي”
من خلال ما عبر به الطفلين المتسولين،يتضح أن هؤلاء نتاج أسرة حفضوهم جمل وأرسلوهم إلى الشارع لممارسة التسول دون وعي بما يفعلون سوى ترديد الجمل التي حفضوها لهم أولياء أمورهم،لأن مفهوم التسول كظاهرة يفوق مستوى إدراكهم الذهني.
تعود بدايات تفشي هذه الظاهرة حسب أحد التصاريح إلى ممارسة الأطفال بيع كلينيكس والشكوكولا وغيرها بالشوارع والمقاهي والمرافق العمومية،وكان هؤلاء الأطفال يجدون تعاطفا كبيرا من طرف المواطنين،حيث كانوا يشترون من عندهم ما يبيعون،والخطورة المتجلية هنا ليست في الشراء من عندهم،بل بتسليمهم قدر من الدراهم يفوق قيمة ما يشترون من عندهم،ومنهم من يسلمهم المال دون أن يأخد منهم أي شيء.وهو فعل كان في بدايته يبدي نبلا وتعاطفا حسنا للمواطنين تجاه هؤلاء الأطفال،لكن سرعان ما تحول هذا التعاطف إلى سبب رئيسي لتفشي هذه الظاهرة.
نختم هذا التحقيق في ملابسات تفشي ظاهرة تسول الأطفال الصغار بمدينة القنيطرة،بأنها ظاهرة في انتشار متزايد لعدة أسباب ذكرت بالأعلى.كما أنه لم نتوصل لأي إجراء استراتيجي يرمي إلى القضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها.مما يستوجب على الجهات المعنية التدخل على وجه السرعة لتضع مخططا عمليا للحد من هذه الآفة التي تهدد الطفولة قبل أن تتفاقم وتخرج عن السيطرة.