جريدة مغربية بريس
متابعة خاصة
صدر للأستاذ الباحث لحسن شافع مؤلف موسوم ب ” أضواء على الهامش، تاريخ غرب مراكش من رباط عقبة بن نافع إلى زاوية سيد الزوين الشرادي “، جعل المجال الممتد غرب مراكش في اتجاه مدينة آسفي ومدينة الصويرة مجالا للدراسة التاريخية والاجتماعية، حيث رصد الكتاب الذي يقع الكتاب في 332 صفحة، أهم الأحداث التاريخية والاجتماعية التي شهدتها هذه المجالات، بدءا بالمراكز الحضرية القديمة كمدينة نفيس الأثرية والمراكز الدينية كرباط شاكر ورباط عقبة بن نافع، مرورا بأهم القبائل التي تعاقبت على الاستقرار بهذه المجالات من القبائل الامازيغية (رجراجة، هزميرة…) الى القبائل العربية الهلالية (بني سفيان، جشم…) ثم العربية المعقلية ك(احمر، وأولاد ابي السباع، والاوداية …).
وقد قسم الكاتب مؤلفه إلى قسمين، تناول في الأول المسار التاريخي لغرب مراكش منذ ما قبل الفتح الإسلامي الى بداية العهد العلوي، مكونا من أربعة فصول، أما القسم الثاني تناول فيه المؤلف الزوايا بغرب مراكش من خلال أربعة فصول كذلك، عالج فيه علاقة الزوايا بمفاهيم من قبيل الرباط والطريقة الصوفية، وأعطى فيه نبدة عامة عن الزوايا بغرب مراكش، مبرزا أدوار الزوايا التعليمية والاجتماعية والسياسية وعلاقتها مع كل من القبيلة والمخزن المركزي، باعتبارها مؤسسات مهمة في المجتمع المغربي قبل الاستعمار..
كما اعتبر الاستاذ شافع هذا المؤلف فرصة لرد الاعتبار للمجالات الهامشية التي يتم عادة التغاضي عن إبراز مؤهلاتها الثقافية والتاريخية عكس المراكز والمدن الكبرى التي أشبعت بحثا ودراسة.
وحسب الاستاذ لحسن شافع فالكتاب يهدف كذلك الى إبراز تاريخ مجالات غرب مراكش وتقديمها في مؤلف واحد مركز للباحثين والمهتمين بصفة عامة، كما تشكل هذه الدراسة هي محاولة لتسليط الضوء على جوانب مهمة من تاريخ غرب مراكش في ارتباطها بالتاريخ العام للبلاد، ويهدف هذا الكتاب أيضا ليكون إضافة أخرى؛ ويحدث تكاملا مع دراسات وكتب شبيهة وقريبة من مجالات دراسته لتكتمل بذلك الصورة، ويتحقق الإنسجام المجالي في أفق حصول النتائج المنشودة التي يسعى ورش الجهوية المتقدمة لتحقيقها كما يؤكد صاحب الكتاب.
كما يسعى هذا الكتاب حسب مؤلفه أن يكون أرضية للدراسات والأبحاث التاريخية والجغرافية المسقبلية؛ وأن يسهم في التعريف بالمنطقة ودورها التاريخي والجغرافي.