مغربية بريس
عزالدين بوخنوس دار الكداري
إن ما تعيشه دار الكداري بإقليم سيدي قاسم يندى له الجبين،فلا يمكن أن نتصور أن مدينة تبعد عن العاصمة الإدارية للمملكة المغربية فقط ب 100km تعيش تحت وطأة التدبير العبثي الذي يرسخ للهشاشة الإجتماعية وضعف البنيات التحتية والتجاهل التحقيري الذي ينسف المنظومة البيئية ويهدد حياة كل قاطن أو قاطنة بهذه المدينة المنكوبة.لا شك اليوم أننا في القرن الحالي نعيش مع متغيرات متسارعة فرضت بشكل واضح أن قوة الطبيعة تكمن في منظومتها البيئية ولنا في فيروس كورونا _كوفيد 19_ دروس وعبر.إذ أن ضمان حق الحياة لكل المواطنين رهين بحماية أوساطهم البيئية والتي ترتبط أساسا بمتغيرات قطاعات أخرى كالصحة والتعليم…فمن البديهي أن تراجع نظافة المرافق العمومية مؤشر على تردي خدماتها،فلا يمكن أن نجد مدينة منعدمة الجمال ومليئة بالأزبال والنفايات ومجهزة بمؤسسات تقوم بأدوارها بشكل سليم.وفي هذا السياق فالتطور يتم وفق بنية متعددة
الأطراف،بنية تشتغل حسب نمط متناغم تكون فيه المؤسسات هي القلب النابض لجسم ما بشكل أو بآخر يكون مقياس قوته من ضعفه هو المنظومة البيئية ومدى قدرته على خلق الجمالية.فلا شك أن كل البرامج التنموية الحالية تركز على وصول التقدم إلى المغرب العميق والذي يوجد في أعالي الجبال والمناطق البعيدة جدا عن الإدارة المركزية،أما أن نجد أن المغرب العميق تصورا لازما لمناطق تعد عاصمة للفلاحة والمناطق الخضراء فهذه آفة تدعونا للتساؤل.نعم إنها معضلة تستدعي التأمل والشك،ظاهرة تجبرنا على طرح سؤال ما العمل؟
إن هكذا استفهامات لا تنتظر جوابا لصاحبها لأن الوجدان وإن اخلفت ما هي إلا حصيلة لعلاقة جدلية “الواقع يؤثر في الفكر ليعود الفكر ويؤثر في الواقع” كما أقر بذلك كارل ماركس في القرن 19.إذن فما تعيشه مدينة دار الكداري من ثلوت بيئي ما هو إلا نتاج لعدم تناغم مؤسسات وفشل في تطبيق الحكامة وإقرار ربط المسؤولية بالمحاسبة.فما إغلاق بريد المغرب وفشل جميع المشاريع التنموية وضعف الخدمات العمومية وانفراد بعض المسؤولين بالقرارات وتجاهلم لمطالب الساكنة وإرادتها وانعدام المساحات الخضراء وملاعب القرب ومكتبة البلدية وشلل المجتمع المدني وفساد المجلس الجماعي وإقبار مشروعي السوق النموذجي والحي الصناعي إلا تمظهرات لقلب نابض لجسم ضعيف اختيارا وليس قدرا.لقد أصبح لزاما علينا اليوم كنا ساكنة دار الكداري أو ساكنة النواحي أن نختار العيش بكرامة وحرية وعدالة اجتماعية.فتحقيق التنمية الحقيقية لا يأتي بالتمني أو الإتكالية ولكن يعاش بالإيمان بالحق والعمل بالواجب.وواجبنا الآن أن نتصدى لكل من سولت له نفسه أن يعرقل الإزدهار ويتبنى الإخضاع والذاتية، اختيارنا الوقوف صفا واحدا ما هو إلا بداية لعودتنا للمسار الصحيح ووطنيتنا ما هي إلا إيمان بقضية وحيدة، قضية تلخص أن المسؤولين وخصوصا العاملين بمعمل قصب السكر بدار الكداري والمشرفين على تدبير المجلس الجماعي هم المسؤولون عن هذا التخلف المادي من تردي الخدمات وضعف البنية الإقتصادية إلى الثلوث البيئي.فهل سيستمر التجاهل من طرف من يهمه الأمر؟