معبر الكركارات محطة جيوسياسية تفيد أمن الساحل وإفريقيا

مغربية بريس
مكتب الداخلة : حياة الدليمي

خلف التدخل السافر لعصابات البوليساريو الأخير بمعبر الكركارات انقلابا  اقتصاديا وخيما على الجارة الموريتانية وذلك بسبب جهل المرتزقة للنتائج والعواقب الدولية التي تزعزع استقرار المنطقة وتعرض أمنها الإقتصادي والقومي للمخاطر وتحويل المنطقة إلى بؤرة حرب واستنزاف للجهود الدولية الرامية الى حماية منطقة الساحل من التطرف وحرب العصابات والإتجار في البشر والأسلحة ، وقد سجل المغرب ربحا سياسيا جهويا ودوليا بالتحلي باليقظة والحكمة رغم الإستفزازات اليائسة التي حاول بها جر الجيش المغربي للدخول في مواجهات خاسرة يستعملها المرتزقة للتضليل والتهويل الدولي كما فعل في محطات عديدة ، غير مجلس الأمن كانت له كلمة الحسم الفاصلة في قراره الأخير ، لكن الشعب الموريتاني استنفر اقتصاديا من جراء إغلاق معبر الكركارات حيث أغلقت الاسواق الموريتانية وارتفعت القدرة الشرائية للمواطنين الموريتانيين، وأصبح الأمن الغذائي للبلد في حالة استنفار تندر بتفجير الوضع .

نفير اقتصادي يفرض على موريتانيا مراجعة حساباتها السياسية

وقد أدركت الحكومة الموريتانية خطورة هذا الحدث وتحركت الٱلة السياسية الموريتانية لمراجعة الاتفاقيات التي أبرمتها مع الجبهة وجنرالات الجزائر حول التزام الحياد والأسلوب التفضيلي لزعماء المرتزقة وهو رهان خسرت فيه موريتانيا أوراقا سياسية كبيرة إن على مستوى السياسة الإقليمية أو في مجال الإقتصاد الموريتاني الذي يشكو من تدني هائل وتنعكس نتائجه على الشعب الموريتاني الذي يرفض ومنذ زمان سياسة الكيل بمكيالين والتنكر للعلاقات التقليدية الموريتانية المغربية الضارية في الجذور .
إن إغلاق معبر الكركارات وما خططت له عناصر المرتزقة باستعمالهم للدروع البشرية المدفوعة الثمن ، يفرض على المجتمع الموريتاني نقاشا عموميا جديدا داخل النخب السياسية الواعية بخطورة الوضع في إغلاق معبر الكركارات المغربي ، وهو المعبر الذي يعتبر بوابة القفة الغذائية الموريتانية والإفريقية والتي تربط بين أوروبا وإفريقيا وتفتح أسواق الإنتعاش الإقتصادي لدول الساحل كذلك ، ولعل الإدانة الدولية التي سجلها مجلس الأمن ضد جبهة المرتزقة دليل كافي على أن التحرشات والإستفزازات المفركة داخل هذا المعبر ماهي إلا نفير لتحويل المنطقة إلى بؤرة للحرب وإدخال الدولة الموريتانية في أزمة سياسية واقتصادية من شأنها أن تقوض  المساعي الدولية التي تقودها موريتانيا  من أجل إنجاح أشغال مؤتمر قادة دول G5 ، ومن أجل ساحل خالي من الفقر والإرهاب والحروب .
إن معبر الكركارات هو واقع سياسي اقتصادي جديد سيمهد لزايادة سقف المبادلات التجارية بين موريتانيا والمغرب، ودعم دور البلدين كبوابتين تربطان إفريقيا بأوروبا. وتربط الأسواق الموريتانية بالمغرب بحكم تباين المؤشرات الاقتصادية في البلدين، وضعف ميزان موريتانيا التجاري قياسا مع المغرب، ما سيعزز اعتمادها على الصادرات المغربية لتوفير نسبة هامة من حاجياتها الغذائية ، وضمان استقرارها السياسي والإقتصادي .

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد