من عامل نظافة الى دكتور في هندسة البيئة
طالب مغربي يجتاز امتحان الدكتوراه ببدلة عامل نظافة
أسرار مغربية
مديحة ملاس
هذه هي الكفاءات العالية التي تنتمي اليها أطياف الشعب المغربي وهؤلاء هم الشباب الذين يستحقون الأوسمة وتقلد المهام الكبرى في بلدنا , قبل أن تسرقهم دول تعترف بالعلم والتحصيل , هو إذن الطالب الجامعي الذي اختار أن يشتغل عامل نظافة طيلة سنوات الدراسة الجامعية واختار أن يجمع بين تخصص دراسته وعمل قوت عيشه وهما معا يجتمعان في عنصر أساس وهو البيئة , وهي سابقة فريدة وعظيمة ومثالية تركت صدى في كل مواقع التواصل الإجتماعي وصفق لها أطر ودكاترة جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال .
الطالب المتميز فضل أن يجتاز أطروحة رسالته ببدلة عامل النظافة أمام لجنة الدكاترة بالجامعة ليس من أجل خلق وإثارة استثناء وإنما تقديرا أولا لعامل النظافة الذي تعتبره دول عظمى عامل الشرف وثانيا تقديرا للبيئة التي هي صمام سلامة الإنسان وثالثا هو درس وطني وكوني لكل أطياف المجتمع المغربي حتى يعرف دور عامل النظافة في حياته وسلامته من حمى الأمراض والفيروسات التي نحن اليوم محاصرون بشرها وقد قتلت ملايين البشر .
الطالب العامل بالنظافة لقننا جميعا درسا في نظافة الجسد والفكر والعقل , ودرسا للمتعلمين والجامعيين وللشباب الراغب في الوصول الى المبتغيات , أن العمل هو عبادة وأن العقيدة العلمية يجب إن تكون منهاجنا وقبلة نجاحنا , وأن طريق النجاح لايكون مزركشا بالورود وإنما يجب أن نجيد الحرث لنحصد الورود والنتائج , وهذا الطالب الشريف المبادئ والأخلاق الوطنية هو نموذج للشباب المغربي الذي هو رأس مال هذه الأمة ولولب نجاحها .
وللإشارة فقد حصل الطالب الباحث على الدكتوراه بميزة مشرف جدا في هندسة البيئة ، حيث أشادت بها اللجنة المكونة من الأساتذة ، ونوه الحضور ونشطاء الفيسبوك بارتداء الطالب لزي العمال لما في ذلك من دلالات تُرسخ ثقافة الاعتراف بين جميع مكونات المجتمع المغربي.