مغربية بريس
محمد المداني
من منا لم يحمل “وصلة ” الخبز فوق رأسه أو ” صينية” داهبا بها إلى فران الحومة، تقليد إعتادة عليه الأسر المغربية كل صباح ومساء، بل إن الطريق إلى الفران تكون مكتضة قبيل المناسبات والأعياد الدينية، وما يزيد الأمر متعة هو لحظة جلب الخبز أو الحلويات من الفران والفوز بمتعة أن تكون أول المحظوظين بتدوق هذه الوجبة.
الفرناتشي الذي يجعل وجهه أمام لهيب النار لساعات طويلة من أجل دراهم معدودة، وكل تفكيره منصب على أن يحرص على تقديم احسن منتوج لزبون، وذلك بمؤازرة من “المتعلم” الذي يكون بجانبه ويقوم بتحويل “الوصلات ” وتقريبهم وكذا مد المعلم بالحطب وفي نفس الوقت تعلم الحرفة.
قمنا بزيارة لأحد الافران التقليدية بمدينة آسفي وتبادلنا أطراف الحديث مع “المعلم” الذي أمضى زمنا من العمر في هذه الحرفة، وتحسر على الحالة التي وصلت إليها، حيث أكد أن الشباب أصبحوا يمتنعون عن تعلم هذه الحرفة بسبب قلة مدخولها وعدابها الكتير ويفضلون حرفا أخرى عصرية تدر عليهم دخلا لابأس به وتكون مواكبة للعصر.
لا يختلف إثنان على صحة وجودة خبز الفران التقليدي وأنه يتفوق على هذه الافران العصرية التي أجبرت العديد من أصحاب هده الافران التقليدية على الاغلاق، فعصر السرعة والتمدن طغى على المجتمع وأصبح معيار الجودة الغدائية في مهب الريح فاكتسح الغاز الأخظر واليابس.
هذا الثرات الشعبي والموروت التاريخي لا بد من المحافظة عليه والعمل على إستمراريته والالتفات لكل الحرفيين بهذا المجال، وإعطاء أهمية للفرناتشي وذلك بتحمل المسؤولية من الطرف الوزارة الوصية على الحرف، وجعل الملف الاجتماعي لهؤلاء المهنيين في صلب الاهتمام.
” فرجاءا لا تقتلوا الماضي الجميل “