مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي : مكتب اسفي
شكل موضوع “وثيقة المطالبة بالاستقلال محطة بارزة في تاريخ المغرب المعاصر” محور الندوة الفكرية التي نظمتها يومه الاثنين 10 يناير 2022، الثانوية التأهيلية الحسن الثاني بآسفي بمناسبة الاحتفال بالذكرى 78 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
ويندرج تنظيم هذه الندوة، حسب اللجنة التنظيمية، في إطار ترسيخ الثوابت الوطنية والدينية في الأذهان، والحفاظ على الأمجاد والأحداث الوطنية وتخليدها واستلهام الدروس والعبر لتستفيد منها الأجيال الصاعدة ، وكذا نشر الوعي الثقافي والتاريخي بين التلاميذ والتلميذات.
وقد عرفت هذه الندوة الفكرية، مشاركة كل من الدكتور رضوان حاكمي بعرض تتناول من خلاله الشروط التاريخية لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، مشيرا إلى البعدين التاريخي والوطني لحدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، مبرزا أن هذه الوثيقة كانت اللبنة الأساس لاسترداد حق الحرية ومقاومة الاستعمار، موضحا
أهمية تربية الأجيال الذين هم في حاجة ماسة إلى مثل هذه الذكرى وتوعيتهم بتاريخ ونضال الآباء والأجداد ضد الاستعمار “الذي لم يجد بدا من الاستجابة لمطالب العرش والشعب لنيل كرامته واستقلاله”.
كما تناولت الأستاذة جميلة بنيشو عرضا قيما حول دراسة تحليلية لوثيقة 11 يناير 1944، مشيرة إلى أن وثيقة المطالبة بالاستقلال في سياقها التاريخي والظرفية التي صدرت فيها، كانت ثورة وطنية بكل المعاني والمقاييس عكست وعي المغاربة ونضجهم وأعطت الدليل والبرهان على قدرتهم وإرادتهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة وتقرير مصيرهم وتدبير شؤونهم بأنفسهم وعدم رضوخهم لإرادة المستعمر وإصرارهم على مواصلة مسيرة النضال التي تواصلت فصولها بعزم وإصرار في مواجهة النفوذ الأجنبي إلى أن تحقق النصر المبين بفضل ملحمة العرش والشعب المجيدة.
أما الأستاذ عبد الرحيم بودرة القيم على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بآسفي، فقد تطرق إلى مشاركة أبناء مدينة آسفي في هذه الوثيقة من خلال التعريف بالموقعين المنحدرين من آسفي، مذكرا في الوقت ذاته، بالأحداث التي رافقت تقديم الوثيقة التاريخية والتي شكلت حدثا بارزا في تاريخ المغرب المعاصر، مستحضرا أهمية الاحتفال بهذه الملحمة التاريخية الغنية بالدروس والعبر والطافحة بالمعاني والقيم، مشددا على ضرورة استخلاص الدروس والعبر من ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال كحدث تاريخي أبان بشكل جلي وواضح عن أهمية الانسجام بين العرش والشعب.
ومن جهته، تناول ناظر المؤسسة الأستاذ عثمان تاموسيت في كلمته، الأحداث التاريخية التي أعقبت توقيع وثيقة المطالبة بالاستقلال، مشيرا في الوقت ذاته، إلى الدلالات والمعاني والعبر من خلال تخليد هذه الذكرى الوطنية المجيدة ودورها في تحديد ورسم معالم الهوية الوطنية وترسيخ قيم الوطنية الحقة والمواطنة الايجابية لدى الناشئة والأجيال الجديدة والمتعاقبة.
وقد تابع هذه الندوة الفكرية، بالإضافة إلى الأطر التربوية وتلاميذ المؤسسة وعدد من أعضاء جمعيات المجتمع المدني بمدينة آسفي والتي تفاعلت مع ما جاء في الندوة بشكل كبير .