مغربية بريس
متابعة خاصة : شيماء فوزي صحفية متدربة
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الأمن المائي للمغرب ، وعن المناطق والمدن التي اقترب منها شبح العطش ،استدعى من الدولة اتخاذ حزمة اجراءات حازمة من قبيل ضبط توقيت فتح الحمامات ، ومحلات غسل السيارات والقيام بدوريات تحري عن التسربات المائية الناتجة عن اعطاب تقنية …وغيرها من الاجراءات التي نعتبرها حقيقة آليات ترقيعية ولا يمكن ان تحقق شيء وجاءت متأخرة أسفا ….
فاستنزاف الفرشة المائية بنسبة عالية يتم عبر الضيعات الفلاحية الكبرى ، سواء الضيعات القريبة من المدن التي يستثمر فيها زبدة رجال الدولة ؛ أو البعيدة التي تم تفويتها الى فلاحين كبار …. والمؤسف المخجل ، أن منتوج هذه الضيعات سواء من الخضراوات أو الفواكه ؛ يوجه للتصدير الى الدول الأوروبية وبعض الدول الأفريقية كذلك .
وإذا كان ذلك في فكر عباقرة ساستنا الإقتصاديين سبب يدر علينا دخلا صافيا بالعملة الصعبة يسهم في تقوية اقتصادنا ؛ فإن هذا النمط من التفكير هو خراب الإقتصاد والبلاد نفسه ، فالبلدان يمكنها ان تعيش بنقص في كل المواد والأطعمة ،لكن لا يمكن أن تعيش بدون ماء بل وقد يمتد الأمر الى تهديد أمنها القومي وهذا ما تراهن عليه فلفسة القوى الناعمة في البلدان العربية …
مما يجب على الدولة المغربية ان تعيد النظر في تصدير المنتوج الزراعي للخارج الذي يستنزف الفرشة المائية بنسبة عالية وعلى رأسها الأفوكا والطماطم والحوامض ؛ وتعمل على تشجيع الإستهلاك الداخلي و على تنبيه المواطن عبر وسائل الإعلام العمومي بضرورة الحفاظ على هذه المادة الحيوية بشكل يلمس فيه هذا التنبيه .
بالإضافة الى الإجراء الضروري الذي نراه كارثة حقيقية لا توجد إلا في بلد اسمه المغرب ، وهو إعفاء جيش من الموظفين؛ بقطاع الماء والكهرباء كبار وصغار وبمبار كة الدولة من آداء فاتورة استهلاك الماء والكهرباء وإن تجاوز دخل الأجير 40 الف درهم …. بالمقابل مستعدة هذه المجموعة ذات التدبير المفوض أن تحرم موا طن فقير من عداده في حالة العجز عن الأداء وتفعيل الغرامة…. وهنا يمكننا ان نقول ، إن كا نت لدى ساستنا الإرادة فليوقفوا نزيف المياه لهؤلاء ؛ لا سيما منهم من لهم حراس سيارات تغسل كل يوم ، وفيلات تسقى طيلة النهار والفاتورة تؤدى من جيب دافعي الضرائب …
إن ساد القانون على الجميع ؛يمكننا القول ان الدولة قطعت مع هذا النوع من السياسات العتيقة القائمة على الطبقية والتمييز ، وانخرطت في إصلاحات عميقة وجوهرية في كل كبيرة وصغيرة ، وأن القوانين تشمل الكل وفوق الجميع …
وهذا ما هو ملاحظ حقيقة ، لكن بشكل شبه بطيء ، ونأمل أن يكون بلدنا المغرب بخير وعلى خير متطورا ناميا تحت القيادة الرشيدة الطواقة الى مغرب زاهر نفاخر به الأمم.