مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي : مكتب آسفي
نظمت المديرية الإقليمية بأسفي الثلاثاء الماضي، ورشة تكوينية لفائدة مديرات ومديري المؤسسات التعليمية المحتضنة للأطفال في وضعية إعاقة في موضوع مشروع المؤسسة الدامجة ، وذلك تنزيلا للبرنامج الوطني للتربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة.
الدورة التكوينية، التي احتضنتها بالقاعة الكبرى بالثانوية التأهيلية الحسن الثاني بأسفي، تحث شعار لن نترك أي طفل خلفنا، عرفت مشاركة عبد الغاني جحا رئيس مصلحة الشؤون التربوية و عبد الله اعنيبر المنسق الإقليمي للتربية الدامجة و الأستاذ عزيز عمري، مفتش التعليم الابتدائي وبحضور العديد من مديرات ومديري التعليم الإبتدائي بآسفي.
وفي كلمته الافتتاحية، تحدث رئيس مصلحة الشؤون التربوية، عن مفهوم التربية الدامجة من حيث معناها وفلسفتها ومرتكزاتها، وذلك بغاية جعل مستعمل الدليل في مستوى فهم ميكانيزم الدمج المدرسي، وإدراك التحديات الكبرى التي يطرحها، والمواقف والاتجاهات التي يتطلبها، وكذا المعارف النظرية الأساسية، والممارسات التي ينبغي القيام بها لرفع تلك التحديات، متناولا في كلمته الممارسات التربوية الدامجة داخل الفصل الدراسي، وفي أنشطة الحياة المدرسية، حيث تم تسليط أضواء كاشفة على مختلف الممارسات التي يتطلبها العمل الدامج على صعيد الأنشطة لبنية الفصل (مكانا، وزمانا، وأدوات عمل)، وإعدادٍ للملمح العام للقسم، وملامح المتعلمين الصفية واللاصفية، من تنظيمٍ للنتائج ودعمها ومعالجتها. وإعدادٍ لمشاريع الدمج، وتدبيرٍ للتعلمات وطرائق التنشيط، وتقويمٍ والمتعلمات،وتخطيطٍ وكل ذلك من أجل جعل المدرس على دراية واسعة بمستلزمات الدمج المدرسي لجميع فئات الأطفال، بمن فيهم الأطفال في وضعية إعاقة.
ومن جهته، قدم المفتش عزيز العمري تعريفا للتربية الدامجة باعتبارها مقاربة تجعل النظام التربوي يهدف إلى دمج الأطفال في وضعية إعاقة ووضعيات خاصة مع أطفال عاديين في قسم واحد دون تمييز من أجل تحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص، كما شرح بعض التقنيات والآليات المستعملة في تدريس الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية والتوحد ثم أعطى إحصائيات حول الإعاقة وتمدرس الأطفال في وضعية إعاقة بالجهة، وتحدث حول أدوار ومهام الجمعيات الشريكة وأشكال التعاون والتكامل قصد ضمان حق تمدرس هؤلاء الأطفال باعتماد مبدأ العمل الجماعي والالتزام الفردي، مع إدراج بعض الإكراهات والصعوبات ومقترحات لتجاوزها بتضافر جهود كافة المتدخلين.
وخلال مناقشة محور هذه الدورة التربوية، تنوعت تدخلات الحاضرين بين متسائل ومتفائل ومحذر في ظل عدم وضوح معالم هذا المشروع التربوي وفي ظل إكراهات متعددة بالوسط الحضري والقروي ، داعية إلى العمل على تحقيق بعض الأهداف الأساسية من هذا المشروع والمتمثلة في مساعدة المدرس على فهم منظور التربية الدامجة، من حيث أسسها ومبادؤها والإمكانات التي تتيحها من أجل ضمان حق تمدرس جميع الأطفال، مع إمداد المدرس بالمقاربات والمعارف ومعارف الفعل اللازمة لتدبير قسم دامج، وإنجاز الأنشطة التربوية بما يراعي الاحتياجات الخاصة لكل فئة من فئات المتعلمين داخل الفصل الدراسي، بالإضافة إلى الوقوف على قياس أثر الدمج على الارتقاء بممارساته المهنية وبتعلمات التلاميذ ومكتسابتهم.