مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب آسفي:
نظم أعضاء نادي أصدقاء الفلسفة بثانوية محمد بلحسن الوزاني، أنشطة للاحتفاء باليوم العالمي للفلسفة الموافق ل 17 نونبر 2022، والتي ستمتد برنامجها إلى أواخر شهر دجنبر( ندوة ومسابقة …).
ويأتي تنظيم هذه الأنشطة التربوية، تأكيدا من أعضاء نادي أصدقاء الفلسفة بالثانوية، على القيمة المعيارية للفلسفة، ولأهمية وضرورة حضورها في راهننا، لما لوجودها من دور في إغناء حياة الأفراد والمجتمعات، ومدى تأثيرها الإيجابي والفعال على التلاميذ والشباب.
وقد استهل برنامج هذا الاحتفاء، بانجاز مجلة حائطية متنوعة المادة والمضامين والتي تصب كلها فيما هو فكري وفلسفي ( أفكار ومقولات فلاسفة تتوزع بين الوجود والمعرفة والأخلاق- نبذ عن حياة بعض الفلاسفة- مختصرات واضاءات- اقتباسات- كلمات وتعاريف باليوم العالمي للفلسفة…)
كما تم تقديم عرض من انجاز إحدى التلميذات الثانوية (آية . س) وهو عبارة عن قراءة في جزء من كتاب ” أنا أوسيلفي، إذن أنا موجود” لمؤلفته إلزا غودار، ويأتي في إطار توعية الشباب بخطورة الإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي، وشبكة الأنترنيت، والسيلفي….والتي من شأنها أن تسلب الشخص القدرة على التفكير والفعل والابداعية ليتحول الى مجرد آلة فاقدة للوعي والإرادة…
وفي كلمة بالمناسبة، ذكرت اللجنة التنظيمية، بقولة ديكارت: ” إن أكبر خير يمكن أن يوجد في بلد هو أن يكون فيه فلاسفة حقيقيون” ، موضحة بان الفلسفة الحقيقية هي الفلسفة التي تروم الخير، خير الإنسانية جمعاء، لكن هذا الخير لا ينبغي أن يقاس مطلقا بالتطور الهائل والمهول للعلوم والتقنيات، ذلك أن الحاجة إلى الفلسفة اليوم ليست حاجة مادية، ففي هذا المجال ستبزها باقي العلوم والتكنولوجيات نظرا لنتائجها الملموسة وأثرها السريع في الواقع، بل الحاجة إلى الفلسفة هي حاجة إلى غذاء فكري وعقلي، إلى إشباع شرطنا الإنساني وهو الفكر الذي يجد فضيلته في السؤال والنقد، هي الحاجة اليوم إلى إنسان قادر على التفكير والتمييز في عصر اختلطت فيه الأوراق، وخصوصا على الناشئة و”الشباب المراهق” الضائع بين ما تمده به التقنيات المتطورة كل دقيقة وثانية، هي الحاجة إلى أخذ المسافة الضرورية من الأشياء وتحصين الذات من تفاهة ، وأن الجميع اليوم ينخرط فيها، تفاهة أصبحت قنوات التربية عاجزة أمامها، بل منخرطة فيها: الأسرة، الإعلام…
وأضافت الكلمة المذكورة، أنه على هذا الأساس، نؤكد في عيد الفلسفة هذا على ما فتئ الفلاسفة يؤكدونها، وهو أن الفلسفة تروم خير الإنسان الذي يلتبس عليه في مجرى الواقع، فيعتقد أن الحياة البيولوجية هي الجديرة فقط بالعناية، ويلغي من حساباته: الحرية والكرامة والانحياز للعدالة، وخير الآخرين الذي لا ينبغي فصله عن خيرنا الخاص…وخلصت كلمة اللجنة التنظيمية، التأكيد على أن الإنسان وحدة لا تتحقق إلا بالتكامل بين البعد المادي والروحي والأخلاقي والفكري والجمالي، وان أي اختزال للإنسان في بعد واحد ووحيد هو إفقار للإنسان!.
وأكدت الإدارة التربوية في كلمة لها أهمية الاحتفاء باليوم العالمي للفلسفة، موضحة أن المعرفة العقلانية ، وان العقل الفلسفي ، المنطقي بالثانوية التأهيلية محمد بلحسن الوزاني يتوفر على ثلة من الأساتذة الشباب الأكفاء الذين لا يحملون هم التدريس فحسب، وإنما يحملون هم الفلسفة وممارسة التفلسف أيضا كنمط من التفكير العقلاني المنطقي الضروري للإنسان المعاصر، خصوصا إمام التدافع الذي تعرفه مختلف الأصناف المعرفية ، وخاصة المعرفة العلمية التي تنحو منحى لا عقلاني، يسير بالبشرية نحو المجهول، جراء توفير كل سبل ووسائل العنف بجميع أشكاله المادية والمعنوية، حتى صارت مجتمعاتنا البشرية تفقد تدريجيا التوازن المنطقي والعقلاني، والذي يرجع السبب الرئيسي فيه بالأساس الى تراجع التفكير الفلسفي، والعقلانية المعرفية ، والتحليل المنطقي …وهي الميكانزمات التي لا يمكن لأي حقل معرفي أن يوفرها للمثقفين دون الفلسفة…، فبهذا الاحتفاء، ستستعيد ضرورة الفلسفة وراهنتها ورهاناتها في عالم اليوم الذي يعيش على وقع تحولات عميقة على جميع المستويات والأصعدة، وما تتيحه من تحفيز على الحوار حول روابط حقوق الإنسان واستكشاف طرق جديدة لزيادة إمكانية الوصول إلى التعليم الفلسفي وتعلمه.
وللتذكير، فان منظمة اليونسكو تحتفي باليوم العالمي للفلسفة، خلال شهر نونبر من كل سنة، مع كل مهتم بها في كل مكان وكل زمان، ذلك لإظهار القيمة الفلسفية للفلسفة لدى الأفراد والجماعات في كل بقاع العالم، وما تسهم به من ارتقاء في فكر البشر وسلوكهم وتصرفاتهم، وإيقاظ الحس النقدي والاستقلال لديهم وخاصة الشباب منهم، كونهم يشكلون قوة الحاضر والمستقبل، ولا رهانات في التغيير وإحلال الأمن والتسامح والسلام العالمي دونهم.