مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب آسفي
مع الانخفاض الملموس في درجات الحرارة، شرعت السلطات المحلية بمدينة آسفي في القيام بحملة واسعة شملت المشردين والأشخاص دون مأوى من الشوارع والأزقة والساحات العمومية، حيث قامت هذه السلطات بنقلهم صوب مؤسسات الرعاية الاجتماعية، حتى يتسنى إبعادهم عن قساوة الشارع.
وتأتي هذه العملية، في إطار المجهودات التي تبذلها السلطات المختصة من أجل إيواء الأشخاص بدون مأوى، لحمايتهم من البرد القارس والأمطار، خاصة مع الانخفاض في درجة الحرارة الذي تشهده المنطقة، بحيث يشارك في هذه الحملة ، كل من المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بآسفي التي قامت بوضع مقر تابع لها رهن إشارة هذه الحملة، بالإضافة إلى مشاركة السلطات المحلية، والجماعة الحضرية لأسفي و جمعية البر و الإحسان التي ستسهر على إيواء و إطعام الأشخاص الذين سيتم رصدهم خلال الدوريات المنتظمة لهذا الغرض.
وقالت مصادر محلية، بأن هذه الحملة جابت مختلف الشوارع والأزقة، وكذا الحدائق العمومية، للبحث عن الأشخاص المستهدفين، الذين يتم إحالتهم في البداية على مصحة جمعية البر و الإحسان المتواجدة بحي سيدي بوزيد، من أجل إخضاعهم للفحوصات الطبية اللازمة، قبل إيوائهم في بالمكان المخصص لهذا الغرض بالجمعية ذاتها، وتوفير الطعام واللباس وكافة الحاجيات الأساسية لهم.
وقد مكنت هذه الحملة الإنسانية ، تندرج في إطار المجهودات التي تبذلها اللجنة المحلية لليقظة المحدثة لهذا الغرض، من أجل إيواء الأشخاص بدون مأوى، لحمايتهم من البرد القارس والأمطار، خاصة مع الانخفاض في درجة الحرارة الذي تشهده مدينة آسفي، مكنت من إيواء 25 شخص من الأشخاص بدون مأوى وفي وضعية صعبة بمدينة آسفي، حيث قدمت لهم مجموعة من الخدمات تهم بالخصوص النظافة والإطعام واللباس.
وأوضح ممثل اللجنة الإقليمية، أن مركز البر و الإحسان لإيواء الأشخاص بدون مأوى يشكل مكانا آمنا ، يوفر لهؤلاء المحرومين ظروف إيواء كريمة ، ويحفظ كرامتهم الإنسانية، مضيفا أن هذه المواكبة التي يوفرها المركز لنزلائه والدعم الذي يقدمه لهم من أجل مساعدتهم على الخروج ومغادرة عالم الشارع للأبد ، جعلت منه مؤسسة للاندماج الاجتماعي بالدرجة الأولى، وفضاء للحياة وتطوير الذات وفرصة لهؤلاء النزلاء لإعادة بناء ذواتهم، والتخلص من التشرد بشكل نهائي.
ومن جهة أخرى، تتحرك العديد من جمعيات المجتمع المدني من أجل تقديم يد المساعدة للمتشردين، من خلال منحهم الأغطية والوجبات الأساسية، إلى جانب تطبيب المرضى منهم، وفي هذا الإطار قام أعضاء جمعية عبدة لشيوخ العيطة بآسفي، بزيارة تفقدية لدار المسنين بمدينة آسفي، وذلك من إدخال الفرح و السرور على هذه الفئة من المواطنين بتقديم مجموعة من الفقرات الغنائية والأنشطة الترفيهية مع توزيع بعض الحاجيات الضرورية، والاسـتماع إليهم والرفع من معنوياتهم النفسية، ومشاركتهم ذكريات الماضي بحلوها ومرها لمنحهم القوة والأمان، كما قام طلبة الكلية والمدارس العليا بآسفي بالتفاتة خاصة لهذه الفئة من المجتمع تمثلت في بتوزيع بعض اللوازم المرتبطة بالحياة الاجتماعية على نزلاء دار البر والإحسان وقد تمت هذه العملية الاحسانية في وسط جو عائلي مليء بالمحبة والود والوئام، وذلك لإدخال البهجة والسرور على هؤلاء النزلاء الدين عبروا عن ارتياحهم وسعادتهم لهاته الزيارة التي تهدف إلى تحسيس وتوعية المجتمع بهذه الفئة المجتمعية التي باتت تحتاج إلى الرعاية والاهتمام من طرف كافة الشرائح والفعاليات المجتمعية، ومن جهتها كذلك بادرت مجموعة “الترا شارك” كباراً وصغاراً، بمدينة آسفي، الى القيام بحملة دفء لفائدة الأشخاص بدون مأوى.، وذلك من اجل التخفيف من وطأة البرد القارس عليهم ، وتحفيز الناس على القيام بمبادرات إنسانية، وذلك نشر ثقافة التكافل الاجتماعي، حيث قامت بتوزيع عدد من والأغطية٬ والملابس الشتوية، وذلك من أجل المساهمة في الحد من انعكاسات موجة البرد القارس التي تسود عددا من المناطق، والتي تهدد السلامة الجسدية والصحية للأشخاص في وضعية صعبة، وخاصة منهم الأطفال والمسنين المتشردين الذين لا مأوى لهم.
وقد خلفت هذه الحملة الإنسانية، استحسانا وتقديرا كبيرين من طرف ساكنة مدينة آسفي والتي تستهدف كل الفئات الهشة والمعوزة في المجتمع ضمن إستراتيجية محلية ووطنية تعتمد بالأساس على محاربة كل مظاهر الإقصاء والتهميش، والتخفيف قدر المستطاع من معاناة الأشخاص في وضعية الشارع، خاصة من النساء والأسر المعوزة والأطفال واليتامى.