مغربية بريس
متابعة خاصة …….قسم الرياضة
الملاكمة، واحدة من أقدم الرياضات في التاريخ، كانت دائمًا مليئة بالبطل والمنافسة، ولكن ثلاثة من أعظم الأسماء التي تركت بصمة لا تمحى في عالم الملاكمة هي: محمد علي، جورج فورمان، وجو فرايزر. هؤلاء الأبطال لم يكونوا مجرد مقاتلين عاديين؛ بل كانوا أساطير حية في حلبة الملاكمة، وعلامات فارقة في تاريخ الرياضة.
“محمد علي: “
يُعتبر محمد علي أكثر الملاكمين شهرة وتأثيرًا في العالم. وُلد كاسيوس كلاي في 17 يناير 1942، وبدأ مسيرته الرياضية وهو في سن مبكرة. في عام 1964، فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل بعد فوزه على سوني ليستون، ليغير اسمه إلى “محمد علي” ويبدأ مرحلة جديدة في حياته كملاكم وشخصية ذات تأثير عالمي.
لم يكن محمد علي مجرد ملاكم، بل كان رمزًا للحرية والعدالة. بتقنيته الفائقة، وذكائه داخل الحلبة، وشخصيته الجذابة، استطاع أن يغير وجه الملاكمة للأبد. كانت مباراة “روميو في الغابة” ضد جورج فورمان من أبرز لحظات مسيرته، حيث استطاع أن ينتزع اللقب في معركة تاريخية.
جورج فورمان: القوة والصلابة
جورج فورمان، الذي وُلد في 10 يناير 1949، كان يعرف بقوته الهائلة في الحلبة. بعد فوزه في بطولة العالم للملاكمة في عام 1969، أصبح فورمان واحدًا من أكثر الملاكمين تهديدًا في تاريخ الرياضة. ومع الأسلوب القوي الذي اعتمد عليه، ساد فورمان في عالم الملاكمة وحقق الانتصار في العديد من النزالات الكبرى.
لكن فورمان لم يقتصر على كونه مجرد ملاكم قوي، بل استطاع العودة للملاكمة بعد سنوات من الاعتزال ليحقق مجددًا لقب بطل العالم للوزن الثقيل في سن الـ45، وهو ما يعد إنجازًا استثنائيًا في تاريخ الملاكمة. كان فورمان يتمتع بشخصية محبوبة على مستوى عالمي، وترك إرثًا لا ينسى.
جو فرايزر: الصلابة والمثابرة
جو فرايزر، الذي وُلد في 12 يناير 1944، كان بطلًا آخر في هذه الحقبة الذهبية للملاكمة. وُصف فرايزر بالصلابة والمثابرة التي لا نظير لها. تألق فرايزر في فترة كانت مليئة بالمنافسة الشرسة، وكان يتسم بقوة ضرباته وقدرته على المواجهة رغم صغر حجمه مقارنةً مع خصومه.
لكن ما جعل فرايزر مميزًا أكثر هو نضوجه داخل الحلبة وعقليته القتالية، التي أظهرها في معركته الشهيرة ضد محمد علي في “مباراة القرن” عام 1971، والتي انتهت بفوزه، ليحافظ على لقبه في وزن الثقيل. وبالرغم من أن فرايزر قد خسر في مواجهاته اللاحقة ضد علي وفورمان، إلا أنه ظل واحدًا من أعظم الملاكمين في التاريخ.
إرث لا يُمحى
لن تُنسى مساهماتهم في هذا المجال أبدًا. هؤلاء الأبطال الثلاثة، علي وفورمان وفرايزر، هم الرواد الذين جعلوا الملاكمة أكثر من مجرد رياضة؛ بل جعلوها فنًا يتطلب مهارة وذكاءً وقوة ذهنية وجسدية هائلة. لقد أصبحوا رموزًا للأمل والإصرار، وأبطالًا لا يُنسون في ذاكرة كل محبي الرياضة.
إرثهم سيظل حيًا في قلوب محبي الملاكمة حول العالم، ولن يتوقف تأثيرهم عند جدران الحلبة بل سيمتد لسنوات طويلة قادمة.