أطفال الشوارع في سنطرفيل بالقنيطرة: طفولة مشردة ومصير غامض.. وهل من حلول؟.

مغربية بريس

متابعة خاصة ……قسم الأخبار

 

تجول في شوارع القنيطرة، ولا سيما في منطقة سنطرفيل، وستجد نفسك أمام مشهد مؤلم يصعب تجاهله: أطفال ضعفاء، هزيلو البنية، ملابسهم رثة ومتسخة، وعيونهم تعكس الألم والغضب تجاه مجتمع تخلى عنهم وألقى بهم في شوارع مليئة بالمخاطر. هؤلاء هم أطفال الشوارع الذين يعانون من واقع مرير في أحياء يطغى عليها الفقر والإقصاء، ويعجزون عن العثور على مكان يحمون فيه براءتهم المفقودة.


إن ظاهرة أطفال الشوارع لا تقتصر على مدينة القنيطرة فقط، بل تمتد لتشمل جميع المدن المغربية والعالمية، حيث يعيش هؤلاء الأطفال في الحدائق، المحطات الطرقية، والمباني المهجورة، في ظروف مزرية من الفقر والإهمال. وكأنهم قد طوّقهم اليأس وحرموا من أدنى حقوقهم الأساسية.
أسباب هذه الظاهرة:


تتعدد الأسباب التي أدت إلى ازدياد عدد الأطفال المشردين في الشوارع، حيث يتصدر الطلاق والفقر القائمة. ففي العديد من الحالات، يأتي الأطفال من أسر مفككة بسبب الطلاق، مما يتركهم في دائرة التشرد والضياع. من جانب آخر، لا يستطيع الكثير من الآباء تلبية احتياجات أسرهم بسبب تدني الأجور أو البطالة، مما يجعلهم يضطرون لدفع أبنائهم للعمل في الشارع، دون مراعاة لبراءتهم أو طفولتهم.


كما تلعب المشاكل الأسرية العميقة دورًا في دفع الأطفال إلى الشارع، إذ يعجزون عن تحمل التوتر والصراعات التي تنشأ بين الوالدين. أما الفقر، فهو سبب رئيسي آخر يدفع الأطفال إلى التسول والعمل في الشوارع، بل وأحيانًا الانخراط في الجرائم نتيجة لضعف الفرص.
واقع مرير… والانتهاكات المتزايدة:


مع مرور الوقت، تتفاقم مشكلة الأطفال المشردين بشكل متسارع. فهؤلاء الأطفال لا يعيشون فقط في الشارع، بل يتعرضون لانتهاكات جسيمة لحقوقهم. من الانحرافات والجريمة، إلى الاعتداءات الجنسية التي تقع عليهم من قبل أفراد أكبر سناً داخل العصابات التي يتورطون فيها. يعيش هؤلاء الأطفال في حالة من العزلة الاجتماعية والمخاطر اليومية، حيث يتحولون إلى ضحايا في مجتمع لا يوليهم الاهتمام الكافي.
هل من حلول؟


لحل هذه الظاهرة المتزايدة، يجب تكاتف جهود المجتمع المدني والهيئات الحكومية لتقديم حلول عملية وفعالة. وفي مقدمة الحلول التي يمكن العمل عليها:

زيادة عدد المراكز الاجتماعية: يجب توفير المزيد من المراكز التي تهتم برعاية الأطفال المشردين، وتقديم الرعاية النفسية والتعليمية لهم، وتأهيلهم للاندماج في المجتمع مرة أخرى.

تمويل ودعم الجمعيات المتخصصة: دعم الجمعيات الجادة والمتخصصة في رعاية هؤلاء الأطفال، مع توفير تمويل كافٍ لضمان استدامة عملهم في هذا المجال.

التوعية والتثقيف المجتمعي: من الضروري رفع الوعي لدى الأسر والمجتمع حول آثار الطلاق، الفقر، والعنف الأسري على الأطفال، والعمل على منع هذه الظواهر من خلال برامج توعية وتثقيفية.

توفير فرص عمل للأسر الفقيرة: دعم الأسر الفقيرة من خلال برامج تهدف إلى توفير فرص عمل لآبائهم، مما يساعد على توفير حياة أفضل لأبنائهم وتخفيف الضغط عليهم.

إصلاح النظام التعليمي: ضمان أن الأطفال يتمتعون بحقوقهم في التعليم، وتحقيق التوازن بين التعليم النظري والمهارات العملية التي قد تفتح لهم أبواب المستقبل.

إن مشكلة أطفال الشوارع في سنطرفيل وبقية المدن المغربية تتطلب تدخلات عاجلة وشاملة، لا تقتصر فقط على المساعدات الطارئة، بل تشمل تطوير السياسات الاجتماعية والاقتصادية التي تضمن حماية حقوق الأطفال وضمان مستقبل أفضل لهم.

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد