ادريس الكنبوري يكتب / في السياسة والدين .

مغربية بريس

كتاب وآراء

من المفارقات أن التيار المتعلمن في العالم العربي ينتقد ما يسميه الهوس الديني عند المسلمين؛ مع انه لا يوجد هوس؛ لكن عند التأمل تجد أن هؤلاء هم أكثر الناس هوسا بالدين. فهم مهووسون بالإسلام صباح مساء؛ كل شغلهم انتقاد الإسلام ومهاجمته؛ كلما رأوا شيئا فسروه بالدين؛ وهذا يسمى في علم النفس L’obsession.
ومن الغرائب أنك ترى هؤلاء يقولون بأن الدين تجارة لدى العلماء والفقهاء؛ بينما تجدهم يعيشون على هذه التجارة فعلا. فهم يتاجرون بالدين ويتكسبون منه؛ والذين حققوا “شهرة” في الإعلام حصل لهم ذلك بسبب الكلام في الإسلام؛ والذين جمعوا ثروة حصل لهم ذلك بسبب الكلام فيه؛ وهناك من أصبح “متخصصا” في الدين والإصلاح الديني يقفز من ندوة إلى ندوة لا يفتح فمه إلا لكي ينتقد الدين.
لقد أصبحنا أمام طبقة جديدة من”رجال الدين” بالمعنى الساخر؛ عملهم الرئيسي هو الإسلام؛ بل الأكثر من هذا احتل هؤلاء الفضائيات المعلومة وأصبحت لهم برامج “دينية”؛ وأنشأوا قنوات على اليوتيوب تدر عليهم دخلا إضافيا؛ زيادة على ما يتلقونه من عمولات. ولا يوجد اليوم من هو أكثر هوسا بالدين من هذه الطبقة إلى درجة مرضية؛ غير أنها ليست مرضية بالمعنى الصحيح؛ بل تجارية.

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد