مغربية بريس
مدير النشر والمدير المسؤول
كزولي المحجوب
عندما صدر العدد الأول من جريدة ” اسرار مغربية” خريف سنة 2001 اي قبل 19 سنة كانت مغامرة فعلية بحكم ان محاولة إصدار هذا النوع من المطبوعات دون التوفر مسبقا على تغطية كافية ومضمونة من المعلنين محكومة بالفشل المبكر لكن” اسرار مغربية ” صدرت مع ذلك بالنتظام على مدى سنوات واكسبت جمهورا كان متعطشا لهذا الصنف الصحفي الذي لم يكن له وجود يومها خاصة وأنها تحولت إلى ساحة للحوار بين مختلف الفرقاء في السياسة والدين والفن والفكر كما استضافت في حوارات صريحة وكاشفة حتى بعض الوجوه التي كانت محاصرة وممنوعة من التواصل مع الرأي العام فضلا عن أن تحليلاتها السياسية والاقتصادية وصفحاتها الفنية الثقافية لاقت تجاوبا واسعا من طرف المهتمين من كافة المشارب .
لكن بعد قرابة 20 سنة من السير على هذا النهج وجدت” اسرار مغربية” نفسها أمام مفترق طرق .
اما الانسحاب بهدوء لأنها أصبحت عاجزة عن إيصال رسالتها الإعلامية وفق المنهجية التي ارتضتها منذ البداية .
الانخراط في التقليعة الجديدة التي عرفت أوجها اواسط العشرية الماضية عندما تناسلت عشرات المجلات الملونة التي نزلت بالعمل الصحفي الى الحضيض بفعل تركيزها على الإثارة الرخيصة وعلى الجنس فضلا عن تبخيص كل ما تم إنجازه في المغرب خاصة في السنوات الأولى من العهد الجديد والتركيز فقط على السلبيات وتضخيمها .أمام هذا الوضع اختارت” اسرار مغربية ” في تلك اللحظة المفصلية ان تستمر في الصمود حتى لا تضحي بجمهور ها ورصيدها المعنوي الذي راكمته على مدى سنوات وحتى وحتى لا تستبيح المجلات اياها الساحة الإعلامية بنظرتها السوداوية .
واليوم بعد ان بدأت الرؤية تتضح وفق نظرية “البقاء للاصلح “
وبعدما لفظ شارع الصحافة كثيرا من المطبوعات الملونة العابرة مازالت “اسرار مغربية “متمسكة باصولها الأولى وهي تودع عقدها التاسعة عشرة حيث ان صفحاتها لازالت فضاء للتحليل السياسي الراقي وللسجال الثقافي والتدافع الفكري الذي ضاع وسط ضجيج انصاف المثقفين وأشباه المفكرين
لماذا مغربية بريس ؟
تتعدد المعاني والدلالات التي يمكن أن يحملها أو يوحي بها اسم جريدتنا الإلكترونية “مغربية بريس ”، لكن أردناها صرخة مناقضة لكل ما هو سطحي وغثائي، في زمن أضحى العبث واللام عنى له عنوان.
“مغربية بريس ” تجربة شبابية بإرادة صلبة وطموح لا سقف له، تجربة تراهن على أن تكون قيمة إضافية في مشهد صحفي إلكتروني لا يخفى على المتتبع بعض من الفوضى التي يعرفها، إلا ما رحم ربي.
هي تجربة تجعل من الصدق في الإخبار والمهنية في الممارسة رأس مالها، بشكل يدفع بهذا المشهد في اتجاه المزيد من العقلة.
مغربية بريس ” تعبير عن واجب المساهمة في تغيير سلمي لحال الوطن والأمة نحو الأفضل، والانتصار للمستضعفين، وتبريز مشاكل ومعاناة الثلث المهمش والمنسي من الجهد التنموي الوطني، الذي نتابع حركيته. فـ “أسرار مغربية ”الورقية منذ أزيد من ثمانية عشرة سنة من المتابعة اللصيقة للشأن المحلي.
“مغربية بريس ” هي تجسيد عملي لحقنا في التعبير، ونشر الأخبار والأفكار والآراء، بكل حرية، ومن غير قيد. وهي تجربة منفتحة ومتنوعة وتعكس تعدد وغنى الثقافة والمجتمع المغربي، هي في جملة، “تجربة من الشعب وإلى” الشعب”.
“مغربية بريس” خرجت للوجود لأن قيم الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، ما تزال مطلبا لم يتحقق بصورته الكاملة في وطننا، وهي قيم لن يستقر لها وضع ما لم تتكاثف جهود المصلحين والديمقراطيين، وتحقيق التوازن بين ثقافتي المطالبة بالحقوق والقيام بالواجبات، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم