مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي
أطلقت السلطات المحلية بمدينة اسفي، على مدى أسبوع، حملة واسعة لإيواء الأشخاص بدون مأوى، وذلك بتنسيق مع التعاون الوطني والشرطة الادارية لجماعة اسفي والأمن الوطني والقوات المساعدة وجمعية دار البر والاحسان، استجابة لموجة البرد التي تضرب المدينة والإقليم في هذه الفترة.
وجاءت هذه المبادرة الإنسانية تنفيذًا لتعليمات محمد فطاح عامل إقليم اسفي، في إطار الجهود الرامية لحماية الفئات الهشة من آثار الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، بحيث بلغ عدد الاشخاص الذين تم إيوائهم بدار البر والاحسان 30 شخصا كلهم ذكور وذلك منذ انطلاق الحملة يوم الثلاثاء الماضي إلى غاية ليلة أمس الاحد22/12/2024.
وتهدف الحملة الإنسانية، حسب مصدر من التعاون الوطني، إلى جمع الأشخاص الذين يعيشون في وضعية الشارع ونقلهم إلى مؤسسة الرعاية الاجتماعية المتوفرة على جميع الوسائل الضرورية لتوفير ظروف إقامة لائقة تشمل الأغطية، وجبات ساخنة، وخدمات صحية.
واكد المصدر المذكور، أهمية هذه المبادرة الإنسانية والاجتماعية التي تسعى إلى جمع كافة الأشخاص المستهدفين ونقلهم الى “دار البر والاحسان” بالمدينة من أجل حفظ كرامتهم وتقديم الدعم والعلاجات الطبية والأدوية وكافة الحاجيات الأساسية لهم.
وصادفت جريدة الصحراء المغربية، خصوصاً في وسط المدينة، مرور هذه الحملة بأبرز شوارعها، بما فيها الشوارع الفرعية المؤدية إلى شارع كنيدي وشارع الحسن الثاني، إضافة إلى شارع مولاي يوسف، الهادفة إلى محاربة ظاهرتي التسكع والتسول والمتشردين، مع نقل المتعاطين لهذه الظاهرة إلى مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالمدينة، وهو ما أوضحه مصدر خاص بإشارته إلى أن “الأمر يتعلق بحملات ميدانية تشرف عليها السلطات المحلية بتعليمات من عامل الإقليم.
وقال عبد القادر مزرعة المنسق الجهوي للمرصد الوطني لتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد، إن “حملات جمع وإيواء المشردين وأطفال الشوارع والأشخاص بدون مأوى والمتسولين وايوائهم بدور الرعاية الاجتماعية التابعة للتعاون الوطني، التي تقوم بها السلطات المحلية بآسفي، تكتسي أهمية كبرى وتنطوي على أبعاد إنسانية مهمة، خاصة في الفترات التي تعرف انخفاضاً في درجات الحرارة خلال فصلي الخريف والشتاء”.
وأضاف عبد القادر مزرعة، أن “هذه الحملات تصون كرامة هؤلاء الأشخاص من خلال تمكينهم من الدعم والعلاجات الطبية الضرورية في هذه المؤسسات، إذ يُعد تحقيق الكرامة للجميع من الخيارات التي ألزمت الدولة المغربية نفسها بالوفاء بها وفق ديباجة الدستور”، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن “بعض أحياء مدينة اسفي تشهد انتشار ظاهرة التسول والمتشردين، وهي ظاهرة يعاقب عليها القانون الجنائي في فصله 326، مما يسيء لسمعة البلاد في ظل الاستحقاقات والأحداث الدولية التي تستعد البلاد لاحتضانها تحت الرعاية السامة لصاحب الجلالة نصره الله.
وشدّد المنسق الجهوي للمرصد الوطني لتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد، في تصريح للصحراء المغربية، على ضرورة تكثيف الجهود في إيواء المشردين بمؤسسات الرعاية الاجتماعية واندماجهم فيها والعمل على محاصرة ظاهرة التشرد والتسول باعتماد مقاربات متعددة الأبعاد تمزج بين الشق التضامني والاجتماعي.
ومن جهة أخرى، عبّرت ساكنة مدينة اسفي عن تقديرها لهذه الخطوة التي تعكس حرص السلطات المحلية على ضمان سلامة وكرامة الأشخاص في وضعية الشارع خلال هذه الظروف المناخية الصعبة.