مغربية بريس
متابعة خاصة ……. قسم الأخبار
تعتبر المؤسسات التعليمية، في أي بلد، من الأماكن التي يجب أن تكون حاضنة للتربية والتعليم وتطوير القيم الإنسانية. غير أن ما شهدناه مؤخرًا في العديد من المدارس والمرافق التعليمية من حالات اعتداءات على الطواقم التربوية والهيئات التعليمية يثير القلق ويستدعي التوقف عند هذه الظاهرة المقلقة.
حادثة خنيفرة: نموذج لحالة تزايد العنف في المدارس
في واقعة مأساوية في إقليم خنيفرة، تحديدًا في ثانوية الحسن الأول التأهيلية بجماعة “سبت آيت رحو”، تعرض مدير المؤسسة لاعتداء من قبل أحد التلاميذ، وهو شاب في الثامنة عشرة من عمره. وقد بدأ الاعتداء إثر مشادة كلامية تطورت إلى قذف التلميذ لمدير المؤسسة بحجر أصابه على رأسه، مما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج إثر الإصابات البليغة التي تعرض لها.
هذه الحادثة هي واحدة من العديد من الحوادث التي طالت رجال ونساء التعليم في المغرب خلال السنوات الأخيرة. مثل هذه التصرفات تؤشر على ظاهرة متنامية تتطلب تدخلًا عاجلًا لحماية الهيئات التعليمية وضمان بيئة آمنة ومحفزة للطلاب والمعلمين على حد سواء.
الانعكاسات السلبية للعنف على العملية التعليمية
العنف في المدارس لا يقتصر فقط على الأذى الجسدي الذي قد يلحق بالضحايا، بل يمتد ليؤثر بشكل مباشر على جو التعلم والعملية التربوية ككل. عندما يتعرض المعلم أو المدير للاعتداء، فإن ذلك يقلل من قدرة المؤسسة على أداء مهامها التعليمية بفعالية. كما أن الطلاب الذين يشهدون مثل هذه الأحداث قد يتأثرون سلبًا، مما يؤدي إلى تدهور بيئة التعلم والتشويش على العملية التربوية.
أسباب تفشي العنف في المدارس
تعود أسباب تفشي ظاهرة العنف في المؤسسات التعليمية إلى عدة عوامل متشابكة. أولها، غياب الرقابة والتوجيه المناسبين في بعض المؤسسات، مما يسمح بانتشار الفوضى والتصرفات العدوانية. ثانيًا، الضغوط النفسية والاجتماعية التي قد يعاني منها بعض الطلاب، سواء في محيط الأسرة أو في المجتمع بشكل عام، قد تدفعهم إلى التعبير عن غضبهم أو إحباطهم بطريقة عنيفة. ثالثًا، ضعف العلاقة بين التلاميذ والمدرسين والإدارة، وعدم وجود قنوات تواصل فعالة لحل النزاعات بطريقة سلمية.
أهمية تعزيز الأمن وخلق بيئة مدرسية آمنة
من أجل مكافحة هذه الظاهرة، يجب أن تركز الجهود على تعزيز الأمن في المؤسسات التعليمية. يشمل ذلك توفير حماية جسدية من خلال تأمين محيط المدرسة بشكل أفضل، وتدريب الموظفين على كيفية التعامل مع المواقف الصعبة والطارئة.
كما يجب أن تكون هناك استراتيجية للتعامل مع الطلاب الذين يظهرون سلوكًا عدوانيًا، مثل تقديم برامج تأهيلية وإرشادية لمساعدتهم على تجاوز المشاكل التي قد يعانون منها، سواء كانت نفسية أو اجتماعية.