مغربية بريس
متابعة خاصة …….قسم الأخبار
ما زال التوتر الاجتماعي يخيم على علاقة السلطات المحلية بالباعة المتجولين بمدينة فاس، وسط تصاعد الاحتجاجات بسبب القرارات التي تمنعهم من عرض سلعهم على الأرصفة واستغلال الملك العمومي. في خطوة تصعيدية تعبيراً عن معاناتهم، لجأ بعض الباعة إلى ربط أعناقهم بسلاسل حديدية والوقوف وسط الشارع العام، في مشهد أثار اهتمام الرأي العام وأشعل النقاش حول الوضعية الاجتماعية لهذه الفئة.
أزمة اجتماعية في مواجهة قرارات التنظيم الحضري
تعتبر القرارات الرامية إلى منع احتلال الملك العمومي خطوة إيجابية لتحسين صورة المدينة، خاصة وأن فاس مقبلة على استضافة تظاهرات دولية تهدف إلى تعزيز موقعها السياحي والثقافي. ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات سلطت الضوء على معاناة شريحة كبيرة من الباعة المتجولين الذين يعتمدون على هذا النشاط كمصدر رزق أساسي لإعالة أسرهم.
الاحتجاجات الحالية تؤكد الحاجة الملحة لإيجاد حلول متوازنة تلبي متطلبات التنظيم الحضري مع مراعاة الظروف الاجتماعية والاقتصادية للباعة المتجولين. يمكن للسلطات المحلية التفكير في تخصيص فضاءات قانونية منظمة تسمح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية بشكل يحترم القوانين ويضمن الحفاظ على جمالية المدينة.
من شأن هذه الحلول، التي تجمع بين التنظيم والعدالة الاجتماعية، أن تقلل من حدة الاحتقان وتساهم في تعزيز التنمية المستدامة في مدينة فاس. كما أن توفير برامج تدريبية ودعم للباعة لإدماجهم في أنشطة اقتصادية أكثر استقراراً يمكن أن يكون خطوة إيجابية نحو حل جذري لهذه الأزمة الاجتماعية.
يبقى التحدي قائماً أمام السلطات المحلية لإيجاد توازن بين تنظيم المجال الحضري وضمان حقوق الفئات الهشة، في سبيل بناء نموذج حضري وإنساني يعكس تطلعات المدينة وساكنتها.