متابعة/مغربية بريس
بقلم/ مصطفى أمجكال
الكابرانات في الجارة الشرقية لا يفهمون في السياسة و الاقتصاد و التنمية المستدامة و غيرها من آليات التقدم المجتمعي، لأنهم بكل بساطة تتملكمهم عقلية حلوفية لا تعرف سوى السلاح و الحرب و استعراض الخردة التي يدفعون في مقابلها اموال الشعب المقهور.
الكابرانات و خادمهم المطيع تبون يستعرضون أنفسهم كأبطال للعرب و العروبة و حماة للإسلام و صوتا للشعوب من خلال صفقة خاسرة من السلاح الروسي بقيمة 22 مليار دولار!!! نعم حوالي 15% من الناتج الداخلي الخام في دولة لا زال المواطنون يعانون من أزمة الحليب و السميد و العدس و يقفون في طوابير ( لاشين) كل يوم في الساعات المبكرة من أجل شكارة حليب.. في حين لا تفكر العقلية التبونية صنيعة شنقريحة إلا في شراء الأسلحة الروسية.
هل يصدق فعلا تبون و شنقريحة ان الروس قادرون على تزويد الجزائر بالسلاح في ظل الحرب الطاحنة في اوكرانيا التي عجزت خلالها الالة العسكرية الروسية عن تحقيق أهدافها المعلنة ظنا منها أن اوكرانيا لقمة سهلة المضغ..
هل يصدق تبون الشنقريحي أنه في حالة اندلعت الحرب بين المغرب و الجزائر ستكون حربا بين دولتين فقط؟ لكنني أعتقد أنه فعلا غبي جدا و يظن أنها ستكون كذلك و أنه من خلال خردته سيحارب بلدا وحيدا متجاهلا أن من خلفه حلفاء استرتيجيين شرقا و غربا تكفيهم فرض عقوبات اقتصادية خانقة تلهب الداخل و تسقط كراسي العقلية التبونية المريضة.
ثم إن المتتبع للشان الدولي ليستغرب لهذه العقلية المتخلفة التي تحكم الجزائر! كيف تغيب عنهم الحقائق الواضحات و الأحداث اليوم في العديد من الدول التي وضعت إيران و روسيا و حزب الله يدها عليها و زرعت فيها الشقاق و الفتنة و كانت سببا في حروب داخلية طاحنة؟ ماذا حققت الاسلحة الإيرانية في سوريا؟ و ماذا حققت في اليمن من خلال تسليحها المتواصل للحوثيين؟ هل انتصرت مليشيات الحوثي و جماعة حزب الله في لبنان؟
الفخ الذي وقع فيه تبون هو انه سيصبح مصدرا مهما للمال الذي سينتقل من خزينة الدولة الجزائرية إلى كبريات شركات الاسلحة في روسيا و إيران، في مقابل خردة لو كانت فعالة لما وجدت روسيا نفسها في ورطة اوكرانيا كما عاشت سنوات الغزو الافغاني ثم هربت صاغرة.
لماذا تتعامل العقلية التبونية مع المغرب بالمكر و الخديعة؟
لا يمكن مقارنة المملكة المغربية الشريفة بدولة قطرية أنشاها الاستعمار الفرنسي قبل عقود. المغرب مملكة ضاربة فعلا في عمق التاريخ، راكمت خبرات و تجارب سياسية و علاقات دولية كبيرة و نوعت الشركاء و الحلفاء.
المغرب بلد إفريقي أوروبي له نفس شرقي أسيوي و صداقات أمريكية. إنه بلد يتسلح بحكمة و يبني اقتصاده بثبات و يعالج مشاكله الداخلية بتوازن و بصيرة.
هذه المميزات هي التي تجعل المغرب رقما صعبا في العلاقات الدولية و مستشارا موثوقا به في المحافل الدولية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
فليتذكر الكابرانات هذا جيدا فإن غدا لناظره قريب.
تحليل منطقي متنور ، دولة أمة بتاريخ 12 القرن من الوجود المادي على الأرض في وجه نظام عسكري شمولي فاشي يقوده للهاوية عصابة من كبرانات ماما فرنسا .