الرياح تكمل ما بدأه الإهمال …سقوط جزء أساسي من قصر البحر، بآسفي

مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي

ضربت رياح قوية وامواج هائجة سواحل اسفي، الخميس 3 ابريل 2025، واسقطت واحدا من اقواس المعلمة التاريخية لقصر البحر، في حادث جديد يعكس هشاشة هذا الإرث البرتغالي العريق في مواجهة الزمن والطبيعة والإهمال.


وحسب مصادر مطلعة، أوضحت مصادر مطلعة، ان هذا الانهيار لم يتسبب في خسائر بشرية، باستثناء خسائر مادية كبيرة، بعد ان سقط الجزء الأساسي للسور الداعم للقوس بسبب تآكل الصخور التي بني عليها القصر، والتي لم تعد قادرة على الصمود امام زحف البحر، و تشير المصادر ذاتها، الى ان هذا الانهيار سبقه اخر في مارس الماضي، في وقت لم يتبق فيه من واجهة القصر سوى أجزاء قليلة صامدة .
ورغم شروع المختصة في اشغال ترميم الواجهة الامامية لقصر البحر، ضمن مشروع لإعادة تأهيله وتأهيل جرف اموني، الا ان الجزء المنهار لم يكن يشمله الترميم بعد، اذ كان من المقرر ان تبدأ الاشغال فيه خلال المرحلة الثانية من المشروع.
المعلمة التاريخية التي شيدها البرتغاليون في القرن 16 على صخرة تطل على الأطلسي، ظلت تعاني من الإهمال والتعرية البحرية، رغم تخصيص اتفاقية شراكة تم توقيعها سنة 2021 غلافا ماليا يناهز 134 مليون درهم، منها 104 ملايين لأشغال تقوية الواجهة البحرية و3 ملايين لترميم القصر.
الباحث في علوم الاثار، سعيد شمسي، سبق ان حذر من خطر الانهيار، مؤكدا شيد على صخرة لم تعد تقوى على الصمود في مواجهة الأمواج، بسبب إنشاء رصيف ميناء آسفي عام 1930، الذي غير مسار الأمواج وجعلها تصطدم مباشرة بجرف اموني، واقترح سعيد شمسي، حلول عملية، منها ملء المغاور بأكياس اسمنتية وبناء حاجز اسمنتي على شكل رصيف بحري لامتصاص ضربات البحر، لكن لم تنفد أي منها اليوم.
قصر البحر الذي يغطي مساحة 3900 متر مربع، صمم على طراز الفن المعماري الإيمانويلي وصنف سنة 1924، كأول معلم أثري في عداد التراث المغربي، ظل صامدا لقرون في وجه الرياح والغضب البحري، وخلدته السلطات الفرنسية خلال الاستعمار بطابع بريدي.
واليوم يبدوا ان قصر البحر بدا بتآكل قطعة قطعة في انتظار تدخل حقيقي يعيد له هيبته التاريخية، ويحميه من مصير الطمس والنسيان.

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد