الساكنية تحت وطأة التلوث البيئي: نداءات للتدخل العاجل وتأهيل سوق اللحوم البيضاء بالقنيطرة

مغربية بريس

متابعة خاصة ….قسم الأخبار

واقع بيئي مزرٍ في الساكنية

تعيش ساكنة منطقة الساكنية بالقنيطرة تحت وطأة التلوث الناتج عن النشاط العشوائي لمجزرة اللحوم البيضاء. فضاء مليء ببقايا الدجاج، الريش، الأحشاء، وأحياناً الدواجن النافقة، أصبح مصدرًا للروائح الكريهة والحشرات السامة التي تهدد صحة السكان. كما استوطنت الحيوانات الضالة هذا المكان، ما يزيد من خطورة الوضع، خاصة على الأطفال والمارة، الذين باتوا عرضة للهجوم، خصوصاً أيام الجمعة عند خروج المصلين من المساجد.

ومما زاد الوضع سوءًا، غزو طيور “عوا” (أو طائر البقر) سماء المنطقة بسبب انتشار الفضلات والنفايات. ورغم الجهود التي بذلتها السلطة المحلية مؤخراً في تنظيم حملات تنظيف واسعة، فإن الإشكال الجذري ما يزال قائمًا، مما يفرض ضرورة ملحة لإيجاد حلول دائمة.

رؤية خبير بيئي: مصطفى بنرامل يوضح الأبعاد البيئية والصحية

صرح الخبير البيئي مصطفى بنرامل لجريدة مغربية بريس بأن الوضع البيئي في الساكنية يمثل كارثة حقيقية تهدد الصحة العامة، مشيرًا إلى أن تكدس النفايات ومخلفات الدواجن يجذب طيورًا وحشرات ناقلة للأمراض، ما قد يؤدي إلى انتشار أوبئة خطيرة بين السكان. ودعا بنرامل إلى تدخل عاجل لتأهيل سوق اللحوم البيضاء في القنيطرة، مقترحًا حلولًا علمية وعملية لتحقيق بيئة نظيفة ومستدامة.

أهمية تأهيل سوق ومجزرة اللحوم البيضاء بالقنيطرة

أشار الخبير إلى أن تأهيل سوق ومجزرة اللحوم البيضاء ضرورة حتمية لتحقيق الأهداف التالية:

ضمان سلامة الغذاء:

تطبيق معايير صارمة للنظافة والصحة لتقليل التلوث الغذائي وحماية الصحة العامة.

تعزيز ثقة المستهلك بجودة المنتجات.

تحسين جودة الإنتاج:

اعتماد معايير دولية تفتح أبواب الأسواق المحلية والدولية.

زيادة القيمة المضافة للمنتجات من خلال تحسين جودتها.

تنظيم القطاع:

الحد من الغش والتزوير عبر رقابة صارمة على المنتجات.

تحقيق توازن بين العرض والطلب لضمان استقرار الأسعار.

تعزيز التنمية الاقتصادية:

جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة.

تعزيز قدرة المنتجين المحليين على المنافسة في الأسواق العالمية.

حماية البيئة:

اعتماد أنظمة حديثة للتخلص الآمن من النفايات.

استخدام تقنيات صديقة للبيئة تقلل من التأثير البيئي للنشاط التجاري.

خطوات تأهيل السوق

تحديث البنية التحتية: تجهيز المجازر بأحدث المعدات ووسائل النقل المبردة.

التدريب: تأهيل العاملين في المجال على أحدث المعايير الصحية.

تعزيز الرقابة الصحية: إجراء فحوصات دورية على اللحوم والمنتجات.

سن قوانين صارمة: لضمان حماية البيئة وصحة المستهلك.

دعت ساكنة الساكنية وجمعيات المجتمع المدني كافة الأطراف المعنية، بما فيها جماعة القنيطرة والسلطات المحلية، للعمل على تحويل هذه المطالب إلى واقع ملموس. وتؤكد الساكنة على أن هذا التأهيل لن يحسن جودة الحياة فقط، بل سيضع القنيطرة على طريق التحول إلى مدينة نموذجية تحترم المعايير البيئية والصحية.
ختاماً، يبقى الأمل في أن تجد هذه النداءات آذاناً صاغية من المسؤولين، لتحقيق التغيير المنشود وحماية صحة الساكنة من مخاطر التلوث.

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد