متابعة مغربية بريس
كيف سأرثيك أيها الغالي
فجعت هذا الصباح برحيل صلاح الدين الغماري، صديق عزيز وغال، جمعتني وإياه لحظات ممتعة في التسعينات من القرن الماضي، حيث كنا ندرس في ثانوية عمر الخطاب في مكناس ومنها إلى جامعة مولاي إسماعيل، قبل أن يشد الراحل الرحال صوب روسيا لإتمام دراسته في الإعلام.
وفوق هذا وذاك اقتسمنا عشق المسرح في منتصف التسعينات رفقة جيل من طلبة الكلية، وكنت حينها قياديا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
رحيلك ايها الغالي سيترك لا محالة نذوبا نفسية ستحتاج سنوات كي تلتئم، لقد جمعت الخصال كلها المروءة والشهامة وعشق مكناس الابدي، حيث ترعرعنا ونشأنا وسط زقاقها الضيقة بالمدينة القديمة.
وأنا أستحضر تلك اللحظات الرائعة التي جمعتنا نحن ثلة من أصدقائنا المقربين بدرب الصباغين والنجارين ودرب الفتيان وباب الرحى وساحة الهديم التاريخية.كنا نتفق مرة ونختلف في أحايين أخرى حول مواضيع ثقافية ورياضية، دون أن يفسد ذلك للود قضية. أنعيك وأنا أستعيد شريط تفاصيل مسيرتك الإعلامية كاتبا وصحافيا في مجلة السفير ولم يكن عمرك يتجاوز حينها18 سنة، قبل أن تستقطبك القناة الثانية ذات يوم من 1999، لكفاءتك وشهادتك المهنية، التي حصلت عليها بميزة حسن جدا من أحد معاهد موسكو، القريب من الساحة الحمراء.
رحيلك عزيزي صلاح نزل كالصاعقة على أصدقائك ومعارفك، لكن هي الأقدار الإلهية نرضى بحكمها. قدر الله ما شاء فعل. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عيسى كامحي