مغربية بريس
متابعة : القنيطرة بعيون ابنائها
مع تجدّد انبعاثات “غبار أسود” متناثر في سماء مدينة القنيطرة، تجدد الحديث بين الساكنة عن “ظاهرة” طالما كدّرت صفو المدينة ونغّصت حياة المواطنين في ثالث أقطاب المملكة صناعيا بعد الدار البيضاء وطنجة.
ورصدت جريدة مغربية بريس تداول مستخدِمي مواقع التواصل الاجتماعي، أغلبهم ينحدرون من “حاضرة الغرب”، مصفوفة من الصور ومقاطع فيديو أجمعت على وسم “القنيطرة تختنق”، وتوثّق ل”مسحوق أسود” متناثر على سطوح المباني والواجهات، مُعيدة إلى الأذهان ما تشهده هذه المدينة من عودة هذه الإشكالية البيئية من فترة إلى أخرى، لاسيما انتشارها بشكل كثيف خلال سنة 2017، قبل أن ينخفض ذلك بعد مسلسل تضمن شكايات واستفسارات، مرورا بالاحتجاج قبل أن يصل صدى القضية إلى قبة البرلمان
وأكدت فعاليات بيئية وجمعوية محلية وحقوقية، في منشورات متعددة، على “ضرورة تدخل الجهات الوصية، في أقرب الآجال، من أجل إيجاد حل نهائي للغبار المتناثر، الذي بات يهدد ليس فقط التنوع البيئي، بل طال أيضا صحة السكان”.
عودة ظاهرة الغبار الأسود بالقنيطرة دفعت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان إلى مراسلة الحكومة المغربية، في الموضوع، وحذرت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان من تداعيات استمرار انبعاث “الغبار الأسود” بشكل واسع بمدينة القنيطرة.
واستندت الرابطة لمعطيات صادرة عن جمعية “أوكسجين” البيئية كشفت فيها أن نوعية هذا الغبار الذي يسيطر على القنيطرة هو عبارة عن جسيمات ملوثة ومسرطنة تؤدي إلى أمراض خطيرة من بينها الربو، وأمراض القلب والشرايين وقد تصل أحيانًا إلى حد الإصابة بالسكتات القلبية وأمراض قد تؤثّر على ذاكرة الإنسان.
ووفق ذات المصدر الرابطة قأن محطات توليد الكهرباء الحرارية وأيضًا المخلفات الصناعية التي تنتجها المنطقة الصناعية هي المسؤول المباشر عن ذلك الغبار الأسود.
وانتقدت الرابطة البلاغ الإخباري للمدير العام للمختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث، المكلف بتتبع الأبحاث حول الغبار الأسود بالقنيطرة، والذي عزا أسباب عودة هذا الغبار بسماء مدينة القنيطرة إلى “ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف”، ولا تأثير له على صحة الساكنة.
وأدان البلاغ هذا التقرير المتناقض، مطالبا الحكومة المغربية بتنفيذ التزاماتها حول حقوق الإنسان المتعلقة بالتمتع ببيئة آمنة ونظيفة وصحية ومستدامة والعمل على إعمال أفضل الممارسات لاستخدام حقوق الإنسان في صنع السياسات البيئية.
كما دعت عامل مدينة القنيطرة إلى الإنكباب على هذا الملف الذي يمس الصحة العامة بشكل مباشر لكافة ساكنة المدينة وزوارها، وأعلن توجيه شكاية عاجلة إلى الوكيل العام للملك بمحكمة الإستئناف بالقنيطرة.
وقالت الرابطة إنها تدرس إمكانية تنظيم وقفة احتجاجية من أجل التنديد بتجاهل هذا الخطر المستمر في الزمن دون إيجاد حلول ملائمة
وكان ملف الغبار الأسود في عاصمة الغرب موضوع عدد من المراسلات والبيانات والوقفات الإحتجاجية طيلة السنوات الماضية، دون أن يجد طريقه إلى الحل النهائي.