الكاتب لا يُكرَّم بالكلمات: دعوة لاحتضان الإبداع بأفعال ملموسة

مغربية بريس

متابعة ……..قسم التحرير

في مدينة تتنفس الصمت وتنتظر من يوقظها بكلمة، في زاوية من هذا الوطن، حيث يمضي المبدع بخطى ثقيلة كمن يشقّ طريقا في صخرة، ولدت فكرة … لا، بل ولِد حلمٌ لا يقبل أن يُوأد في العتمة.

إننا لا نكتب عبثا، ولا نبوح بما فينا ليضيع في مهب الريح. نحن نكتب كي نُبقي ذاكرتنا حيّة، كي نُقاوم النسيان، كي نحيا كلما ظنّ الناس أننا انتهينا.

أنا، معروف مطرب، لم أختر أن أكتب كي أُشبع نرجسية الكاتب، بل كتبت لأنني أردت أن أترك لابنتي، لساكنة مدينتي، وللوطن شيئا لا يموت. ولأنني آمنت، كما آمن الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، أن الكتابة ليست ترفا، بل “وسيلة للبقاء على قيد الحياة؟”.

من رحم الألم … وُلد الأمل:

كتابي “الحياة ألم وأمل” ليس سوى مرآة لما عشته وما حلمت به وما لم أقله لأحد،
وكتاب ابنتي هبة الله مطرب “ذاكرة تلميذة” ليس مجرد خواطر طفلة تحاول الكتابة، بل هو صوت جيلٍ يبحث عن مكان وسط الضجيج.

لكن حين تجد نفسك، بعد كل ذلك العطاء، وحيدًا في معركة الطبع، في دهاليز المعارض،
حين تكتشف أن النشر يحتاج أكثر من قلم، وأن الحرف يحتاج أكثر من صدق،
تشعر وكأنك تُطارد شيئًا يبتعد كلما اقتربت منه.

ذلك ما جعلني أقولها بصراحة: “لن أقبل أن أكون مجرد رقم في سجل الإهمال،
لن أكتب من أجل اللاشيء …!”.

من هذا القلب، من هذه المدينة، تبدأ الحكاية:

من القنيطرة، المدينة التي أحبها رغم ما فيها من صمت، أوجه ندائي إلى كل ضمير حي:
“يا من تؤمنون أن الثقافة ليست ترفا بل هوية، يا من تدركون أن الكاتب لا يُكرَّم بكلمة بل بفعل، نحن لا نطلب شفقة، بل شراكة ثقافية”.

لا نرجو صدقة، بل التزامًا:

أدعوكم، بكل شغف الممكن، أن نحتضن يوم 23 أبريل  2025، اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، كي يكون مناسبة لتكريم الكلمة لا بالكلمات، بل بالأفعال.

نقترح إقامة حفل توقيع يليق بمقام الأدب، لا في الهامش بل في صدر المدينة. يحضره المثقفون، الفاعلون، الشعراء، الإعلاميون، أصحاب الضمير الحي.

نقترح أن يُكرَّم المبدع لا بشهادة تُنسى، بل بدعم يُثمر، دعم يشارك فيه أعيان المدينة، ليس كواجب، بل كمجد.

لأننا نكتب لنُضيء لا لنُرضي:

أقولها بصدق الكلمة لا بزخرف القول: “نحن نكتب كي نُحدث فرقًا”.

نكتب لأننا نحمل وجعًا لا يُرى، وصوتًا لا يُسمع، وأملًا لا يُطفأ. نكتب كي نكون، وإن كنا بلا سند.

نكتب لأننا أبناء هذه المدينة، ومن حقنا أن يكون لنا مكان بين من تتباهى المدينة بهم، لا بمن تخجل من احتضانهم.

فلنُشعل الشمعة بدل أن نلعن الظلام:

يا كل غيور، يا كل من آمن يومًا أن الكلمة تستطيع أن تُغيّر قدرًا، ها نحن على باب الفرصة … فرصة أن نمنح الحياة لحلمين صغيرين، كتابين خرجا من رحم مغربي أصيل “الحياة ألم وأمل” و “ذاكرة تلميذة”.

دعونا نُحيي المدينة بالكلمة، نُعيد الأمل لكل من كاد يخنقه اليأس. فالمسألة اليوم ليست مسألة نشر، بل مسألة إثبات وجود، مسألة أن نقول: “نحن هنا … ولن نرحل بصمت!”

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد