الكوكب المراكشي بين خيبة الأمل وضغط الجماهير: أزمة متفاقمة وحلول مؤجلة

مغربية بريس سبور

متابعة خاصة ……قسم الرياضة

يعيش فريق *الكوكب المراكشي*، أحد أعرق الأندية في تاريخ الكرة المغربية، مرحلة صعبة في القسم الثاني من البطولة الاحترافية “إنوي”. فشل الفريق في تحقيق أي فوز حتى الآن، وآخر تعادل بنتيجة 1-1 أمام *أولمبيك خريبكة*، الذي يعاني بدوره من أزمة خانقة بعد خمس هزائم متتالية، كان بمثابة صدمة لجماهير الكوكب التي كانت تأمل في تحقيق الانتصار الأول لتدارك الوضع.

تتجه أصابع الاتهام إلى المكتب المديري للفريق، برئاسة إدريس حنيفة، على خلفية اختياراته في التسيير الفني. وعلى الرغم من وجود أطر محلية متميزة، مثل المدرب مولاي عبد الله الجلايدي، الذي راكم تجربة كبيرة مع فريق الأمل وساهم في تكوين العديد من اللاعبين الحاليين، إلا أن إدارة الكوكب اختارت الاعتماد على مدرب أجنبي. تعيين رضا حكم أثار استياء شريحة واسعة من الجماهير التي ترى في تهميش الأطر المحلية وأبناء مراكش تفريطًا في هوية الفريق.

نتيجة التعادل أمام أولمبيك خريبكة عمّقت الجراح داخل الفريق المراكشي، خاصة أنها جاءت أمام منافس يعاني من مشاكل مشابهة. كانت جماهير الفريق، وعلى رأسها فصيل “كريزي بويز”، تأمل في تحقيق أول فوز يعيد بعض الثقة ويخفف من الضغط. إلا أن استمرار الأداء الباهت زاد من الغضب الجماهيري، ودفع الفصيل لزيارة الحصة التدريبية الأخيرة قبل المباراة. وجهت الجماهير رسالة واضحة للمدرب رضا حكم، معبرة عن استيائها من عدم تحسن الأداء وإصرار المدرب على العمل دون معد بدني، مما يعكس تخبطًا في الاختيارات الفنية.

باتت أيام رضا حكم مع الكوكب المراكشي معدودة في ظل استمرار النتائج السلبية. ومع مرور الجولات دون أي انتصار، تتضاءل حظوظ الفريق في العودة إلى القسم الأول، ما يزيد الضغط على الإدارة لاتخاذ قرارات حاسمة. تبدو الجماهير غير مستعدة لمزيد من الانتظار، حيث من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تصعيدًا في الاحتجاجات.

تتزايد المطالب بإقالة رضا حكم وإعطاء الفرصة للمدرب مولاي عبد الله الجلايدي، الذي يحظى بثقة الجماهير وسبق أن أثبت جدارته مع الفريق. غير أن الأزمة في الكوكب المراكشي لا تتوقف عند حدود النتائج، بل تتطلب إعادة بناء شاملة للفريق، تقوم على منح الفرصة لأبناء النادي وتعزيز الثقة في الأطر المحلية.

في ظل الأوضاع الراهنة، يبدو أن تحرك المكتب المديري بات مسألة وقت، لتفادي دخول الفريق في نفق مظلم قد يعصف بمستقبله. إن الاستعانة بمدرب محلي وإعادة هيكلة الطاقم التقني قد تكون حلولًا عاجلة، لكنها لن تكون كافية ما لم تُتخذ قرارات استراتيجية تهدف إلى إحياء روح الفريق وربط العلاقة بين النادي وجماهيره.

يواجه الكوكب المراكشي منعطفًا حاسمًا في مسيرته، فإما أن ينجح المكتب المديري في احتواء الأزمة قبل تفاقمها، أو يجد الفريق نفسه في دوامة يصعب الخروج منها. الأيام المقبلة ستكون حاسمة، ليس فقط في تحديد مستقبل الطاقم التقني، ولكن أيضًا في إعادة بناء الثقة بين الفريق وجماهيره، التي لن تقبل بأقل من رؤية فريقها يعود إلى مكانته الطبيعية بين الكبار.

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد