مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي
شكلت اللقاءات التواصلية التي تنظمها المديرية الإقليمية بآسفي حول توسيع العرض التربوي الخاص بمؤسسات الريادة، تحت إشراف محمد الحطاب المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالإقليم، مناسبة لتقديم عرض شامل تضمن العديد من المؤشرات الايجابية لهذا الجيل الجديد من المؤسسات التعليمية الرائدة، كما تم استعراض مراحل المخطط الإقليمي لمضاعفة عدد المؤسسات التعليمية بالسلك الابتدائي خلال الموسم الدراسي المقبل .
وركز ت بعض اللقاءات مع هيئة التأطير والمراقبة التربوية على نقط القوة التي تميز المدارس الرائدة من حيث جاذبية الفضاء المدرسي والشروط التحفيزية للعمل، والمقاربات البيداغوجية المعتمدة في التدريس والنتائج الإيجابية على مستوى التعلمات الأساس بالنسبة للمتعلمين والمتعلمات..
وأوضح محمد الحطاب المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بآسفي، في تصريح له، أهمية الجيل الجديد من المؤسسات التعليمية الرائدة والتي تهدف إلى رسم معالم المدرسة العمومية المنشودة وفق مقاربة تشاركية تستجيب لانتظارات التلميذات والتلاميذ وأسرهم والأطر التربوية، وذلك من خلال الرفع من جودة التعلمات الأساس والتحكم بها، وتنمية كفايات التلميذات والتلاميذ والحد من الهدر المدرسي، وتعزيز تفتح المتعلمات والمتعلمين.
وأكد المدير الإقليمي، على أن مؤسسات الريادة ترتكز بالأساس على الانخراط الطوعي للفرق التربوية العاملة بها، وتوفير الظروف المادية والبيداغوجية والوسائل التكنولوجية اللازمة، خدمة للتلميذات والتلاميذ، كما أنها تعمل على إرساء نظام للتكوين الإشهادي والتأطير عن قرب، وذلك بهدف تمكين الأستاذات والأساتذة من اعتماد ممارسات ناجعة، مع التأكد من تحقيقها للأثر المنشود داخل الفصول الدراسية، خاصة و أن عملية تحسين جودة تعلمات التلميذات والتلاميذ سيتم قياسها وتتبعها بصفة دورية ومنتظمة من خلال تقييمات موضوعية.
ستعمل الأطر التربوية المنخرطة في المشروع، حسب المذكرة الوزارية، على تنزيل أربع مكونات، حيث يهدف المكون الأول إلى تصحيح التعثرات الأساسية للتلميذات والتلاميذ في القراءة والحساب، من خلال أجرأة أنشطة الدعم التربوي بالتعليم الابتدائي باعتماد مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب ((TaRL، والتي تم تأكيد نجاعتها من خلال التجريب الميداني، ويشمل هذا المكون استفادة جميع التلميذات والتلاميذ من الدعم التربوي والمركز خلال بداية الموسم الدراسي، وبصفة أسبوعية طيلة الموسم الدراسي بالنسبة للتلميذات والتلاميذ المتعثرين. وذلك بهدف القضاء نهائيا على صعوبة التعلم التي يعاني منها حاليا ما يفوق نصف مجموع التلميذات والتلاميذ، في حين يهم المكون الثاني، تفعيل الممارسات الصفية الناجعة، والتي أثبت أثرها الإيجابي على التعلمات، وتهدف هذه الممارسات إلى التدرج في بناء المكتسبات وتلقينها، حيث لا يتم الانتقال إلى المرحلة التالية من الدرس، إلا بعد التأكد من أن جميع التلميذات والتلاميذ قد استوعبوا المرحلة السابقة. وتمكن هذه المقاربة “الوقائية” من تفادي تراكم التعثرات. ومن أجل تنزيلها سيستفيد الأستاذات والأساتذة من الموارد والوسائل البيداغوجية اللازمة، مع تكوين شامل ومواكبة صفية منتظمة، أما المكون الثالث فيرتكز على التدريس بالتخصص، بما يتناسب بشكل أفضل مع تخصص التكوين والمهارات التي يتمتع بها الأستاذات والأساتذة، وذلك لضمان الاستفادة القصوى من اهتماماتهم وكفاءاتهم، ويتم تنزيل هذا المكون بصفة اختيارية بالنسبة للفريق التربوي، وحسب خصوصية كل مؤسسة تعليمية، فيما يهم المكون الرابع تسيير المؤسسة التعليمية، وخاصة ما يتعلق بالظروف المادية (الفضاء الداخلي من أقسام ومرافق صحية، الأمن، النظافة، جودة التجهيزات وتوفر العتاد الديداكتيكي)، إضافة إلى تفعيل مشروع المؤسسة المندمج وبلورة علاقة ايجابية مع الأسر ومع مختلف شركاء المؤسسة.