مغربية بريس
المناصرة بعيون ابنائها
يبدو أن القطب الاجتماعي المزري، الذي تشهده الجماعة الترابية المناصرة التابعة إداريا لإقليم القنيطرة، أثار تنديد واستنكار الساكنة المحلية.
وقد سجل مهتمون بالشأن المحلي بهذه الجماعة، خاصة بعض فعاليات المجتمع المدني، باستياء شديد، نهج رئيس المجلس الجماعي الحالي، لسياسة الأذن الصماء واللامبالاة، وغياب الحس الوطني الحقيقي، مطالبين في نفس الوقت هذا الأخير، الذي يوجد خارج التغطية، بمناقشة القضايا الحيوية التي تهم بلدتهم.
صلة بالموضوع، فالمناصرة تصنف كأكبر جماعة على صعيد الإقليم المذكور، حيث يبلغ تعداد سكانها إلى اكتر من 12 الف نسمة ، عند ولوجك لهذه الجماعة، تستقبلك الأوحال والأزبال يمينا وشمالا، وتلمس واقع الاقصاء والتهميش بعين المكان، وذلك في ظل غياب كلي لتدبير وتسيير مشترك، للبحث عن حلول المشاكل التي تعيشها هذه الجماعة، وذلك بسبب استفراد رئيس الجماعة، في القرارات المصيرية للساكنة المحلية بشكل عشوائي، مما أدى إلى حرمان المنطقة المعنية، من أبسط الخدمات الأساسية، واقصائها من الاستفادة من البنيات التحتية الضرورية.
جريدة “مغربية بريس ”، قامت بجولة تفقدية صباح اليوم الاثنين، داخل هذه الجماعة المهمشة، من قبل المجلس الجماعي الحالي وفي مقدمتهم رئيسه، حيث لاحظت ووقفت على أرض الواقع، هشاشة المسالك الطرقية، التي صارت تشكل عائقا خلال فصل الشتاء بسبب الأوحال، فضلا عن غياب مرافق الشباب كملاعب القرب وغيرها، بعد ذلك ولجنا مقر الجماعة من أجل الاستفسار عن هذه المعاناة والمشاكل التي تشهدها المنطقة، بعد أن أخذنا موعد مع رئيس الجماعة الترابية مصطفى كعبوشي، إلا أننا لم نجده وربطنا الاتصال به، من أجل تذكيره باللقاء، إلا أن هذا الأخير بدأ يراوغ للتخلف عن الحضور، بحجة أنه في اجتماع، وغادرنا مقر الجماعة، لتبقي الإجابة عن أسئلة المواطنين وجمعيات المجتمع المدني، حول تنمية منطقتهم معلقة، إلى أجل غير مسمى.
الرأي العام المحلي لجماعة المناصرة ، يتحسر بشدة بسبب غياب الفضاءات الترفيهية والثقافية، مؤكدا أن الشباب يعاني الإهمال في غياب التواصل التام، بين الرئيس وشباب المنطقة، بالإضافة إلى ضعف الخدمات الصحية، وعدم تغطية جميع الكوانين بخدمات شبكة الكهرباء، وعدم انجاز دراسة من طرف المجلس كباقي جماعة إقليم القنيطرة للربط الفردي بالماء الصالح للشرب، وعدم إشراك الجمعيات في هذا المجال.
في السياق نفسه، فساكنة المناصرة ، تنوه بالمجهودات التي تقوم بها السلطات المحلية والإقليمية، التي حاولت وتحاول الدفع بالجماعة نحو المسار التنموي الصحيح، إلا أن ذلك يصطدم بضعف المستوى الثقافي والتدبيري، لعدد من أعضاء المجلس الجماعي، الذين أصبحوا بين عشية وضحاها منتخبين سياسيين، تضيف الساكنة المحلية، التي تطالب بحرقة، خلق فضاءات ثقافية، ورياضية للشباب، الذين يمثلون 80 في المائة من ساكنة هذه الجماعة، والاهتمام بالمرأة القروية وصحتها، تماشيا مع خطابات الملك، التي تطالب بالاهتمام بوضعية النساء عموما، أمام تعنت الرئيس، الذي فضل قضاء مصالحه الشخصية، عوض الدفاع عن مصالح المواطنين، حسب تعبير المصدر بعينه.
تجدر الإشارة، إلى أن هذا الوضع الكارثي، التي تعيش على إيقاعه الجماعة الترابية المناصرة ، والمشاكل الجمة التي تتخبط فيها، والتي تؤدي فاتورتها الساكنة المغلوبة على أمرها، التي تعيش تحت عتبة الفقر، والتهميش، والإقصاء، يسجل الغياب الكلي للمجلس الجماعي، وفي مقدمته رئيسه الحالي، الذي يبدو واضحا، تخليه النهائي عن تنمية المنطقة.
إلا أن السؤال المطروح، من قبل ساكنة الجماعة الذي يظل مبهما ينتظر الإجابة عنه، من طرف الرئيس مصطفى كعبوشي، هو إلى متى سيظل هذا الوضع المأساوي، المسلط على رقاب ساكنة هذه الجماعة، المحكوم عليها بالتهميش والإقصاء؟؟