“مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي
شكل ما يعرف بموسم “دور البحيرات بإقليم اسفي”، الذي انطلقت فعالياته اليوم الجمعة على أن يستمر ثلاث أيام، شكل مناسبة لتبادل الزيارات وصلة الرحم بين أبناء العمومية من قبيلة لبحيرات والترفيه عن أبناء المنطقة، كما يشكل فضاء للرواج الاقتصادي والتجاري بالنظر لما يحققه من رقم معاملات هامة .
ويعود انعقاد الدور البحيرات، حسب بعض المصادر التاريخية، إلى علاقة قبيلة لبحيرات بالولي الصالح سيدي بحير دفين دوار الحدادشة منطقة أيير الساحلية بإقليم اسفي، وتضيف المصادر المذكورة، أن الولي الصالح سيدي بحير والذي ينحدر من قبيلة البحيرات المتواجدة بتراب ثلاثاء بوكدرة التابعة لإقليم أسفي، رافق وصاحب الولي الصالح سيدي إبراهيم بن ناجي المعروف بسيدي كرام الضيف لمدة من الزمن بقصبة أيير التاريخية، حيث تتلمذ عليه وكان في خدمته طوال مدة ملازمته، إلى جاء يوم قرر فيه الولي الصالح سيدي بحير العودة إلى مسقط رأسه بمنطقة بوكدرة، لكنه سقط طريح الفراش في دوار الحدادشة بمنطقة الجحوش بجماعة أيير، حيث وافته المنية هناك و ما زال ضريحه قائما في المنطقة السفلى للحدادشة، وقد دأب أبناء الولي الصالح على زيارته سنويا، وكان يطلق عليهم “ولاد سيدي بحير” ثم أطلق عليهم “البحيرات.
وللتذكير فان قصبة أيير، كانت تعج بالأولياء والصالحين، حيث استقر بالمكان الشيخ أبو جعفر اسحق بن أبي الفدا إسماعيل الشريف المدني الملقب بأمغار حوالي 20 سنة بعدما نزح من عين الفطر في النصف الأول من القرن الخامس هجري ، و في هذا المكان ذاته ولد ابنه رئيس الطائفة الصنهاجية أبو عبد الله أمغار وهي البلاد ذاتها التي ولد بها أيضا الشيخ أبو شعيب الرداد المعروف ب “السارية” .
وفي تصريح سابق لعبد الرفيق الحريري، مهتم بالتراث من أبناء المنطقة، أوضح أنه بعد وفاة سيدي بحير، دأب أبناؤه على زيارة ضريحه، كما اعتاد سكان المنطقة على تكريمهم واستضافتهم، ولازال أحفاده يأتون إلى غاية اليوم وهم من يطلق عليهم اسم “الشرفا”، في حين تستمر عائلات معروفة في استقابلهم في المنازل، ومع ارتفاع عدد الزوار والضيوف، تحول ذلك إلى موسم سنوي، يتماشى مع باقي المواسم، من خلال تقديم فقرات تنوعت بين الثقافي والفكري والفني والترفيهي ،إضافة إلى وجود فضاءات للتسوق وآخر للألعاب، ينضاف إلى ذالك الفن التراثي للتبوريدة الذي ينهل من الثقافة الشعبية والذي يعد قبلة للزوار من مختلف الأعمار.
وأضاف المتحدث، أن سيدي إبراهيم الناجي المعروف ب”كرام الضيف” كان يداوم على زيارة تلميذه الذي أصيب بمرض عضال وكان يحضر معه الگرعة، وبذلك صارت للگرعة دلالة رمزية، وصارت تأخذ مثالا للبركة في المنطقة، وتتواجد بكثافة داخل فضاء الموسم، حيث تباع بثمن يفوق ثمنها الأصلي.
ومن جهة أخرى، أكد احد حفدة الولي الصالح سدي بحير، على أهمية هذه المناسبة التواصلية المعروفة بالدور، وان الهدف من ذلك، يقول المتحدث، هو صلة الأرحام والتواصل العائلي وكذا الحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي للمنطقة، وإشراكا ومساهمة في تأصيل وتجذير الثقافة في ناشئتنا ومستقبل أبنائنا ، مضيفا أن مساهمة كل الفاعلين في إنجاح الموسم، يحفزنا على مواصلة الطريق والتشبت بمقومات المناسبة وتمظهراتها المتنوعة.