مغربية بريس
متابعة خاصة …..قسم التحرير
شهدت مدينة مراكش، خلال الأيام الأخيرة، حملات أمنية مكثفة استهدفت عدداً من المقاهي التي تقدم الشيشة، حيث تمت مصادرة كميات كبيرة من النرجيلة ومستلزماتها. هذه العمليات أثارت موجة من التساؤلات والقلق في أوساط أصحاب هذه المقاهي والعاملين بها، خوفاً من تأثيرها السلبي على مصدر رزقهم الأساسي.
أفاد أحد أرباب المقاهي في تصريح لجريدة “مغربية بريس” بأن هذه الحملات الأمنية تشكل تهديداً مباشراً لاستمرارية عملهم، معتبراً أن مدينة مراكش، التي تُعرف عالميًا بكونها وجهة سياحية بارزة، تعتمد بشكل كبير على أنشطة المقاهي التي توفر فرص شغل للشباب، لاسيما في ظل الأوضاع الاقتصادية المتأزمة.
وأضاف المتحدث أن “أكثر من 90% من العاملين في هذا القطاع هم من الشباب الذين وجدوا في هذه المهنة ملجأً اقتصادياً، خصوصاً مع ندرة فرص العمل في مجالات أخرى، وتفاقم الوضع بسبب الجفاف الذي أثر على العديد من الأنشطة الاقتصادية التقليدية.”
رغم الالتزام التام بدفع الضرائب المفروضة على مستلزمات الشيشة، يشكو أصحاب المقاهي من غياب تنظيم قانوني واضح يسمح لهم بمزاولة أنشطتهم بطريقة مشروعة. وأوضح أحد العاملين أن “المقاهي توفر فرص عمل مستدامة لمئات الشباب، بين نُدل وعاملات نظافة، ما يساهم في تمويل أسرهم بشكل يومي.”
وأضاف: “نحن نحترم القوانين وندفع الرسوم المطلوبة، لكننا بحاجة إلى تقنين المهنة لتجنب الوقوع في مشاكل تهدد استمراريتنا.”
في ظل هذه الأوضاع، يأمل أرباب المقاهي في تدخل عاجل من والي جهة مراكش، مطالبين بوضع إطار قانوني ينظم عملهم ويحد من الحملات المتكررة التي تهدد نشاطهم. ويؤكدون أن تقنين القطاع سيحقق التوازن بين فرض احترام القانون والحفاظ على استمرارية مصدر رزق مئات الأسر، خاصة مع الوضع الاقتصادي الراهن.
يشدد العاملون وأصحاب المقاهي على ضرورة الحوار مع السلطات المحلية للوصول إلى حلول وسطى تضمن استمرار هذا النشاط الاقتصادي. كما يُطالبون بتركيز الجهود على تنظيم القطاع بدل التضييق عليه، مما قد يفتح الباب أمام فرص أكبر للتشغيل ويساهم في تعزيز السياحة بالمدينة.
ويبقى السؤال مطروحاً: هل ستتجاوب السلطات مع هذه النداءات؟ وهل سيتم وضع إطار قانوني يُنقذ المقاهي من شبح الإفلاس، أم ستستمر الحملات الأمنية في تهديد هذا القطاع الحيوي؟