مغربية بريس
الرزوزي كيقرص
عرف الاعلام العمومي والخاص بالمغرب قفزة نوعية على مستوى هامش حرية التعبير ، شملت تسليط الضوء على عدة موضوعات كانت بالأمس في حكم الطابوهات ، سواء في الحقل السياسي وما يكتنفه من فساد وهفوات الساسة ، او الاقتصادي او الاجتماعي …
ما يدعو للتساؤل في هذه الورقة التي تريد جريدتنا الغراء ؛ مغربية بريس ، هل كل الموضوعات التي تهم المجتمع يجب ان تطرح للنقاش في قنوات القطب العمومي ؟؟
قد يجيب قائل ، هذا دور الاعلام ، وهذه رسالته حيال المجتمع ….
نعم ، فلنتحدث عن برنامج هذا اليوم بالقناة الاولى المغربية ، ونسائل رسالة مقدم برنامج 45 دقيقة ، وهو يسلط الضوء عن ظاهرة الشعوذة والدجالين بالمملكة على قناة رسمية ، يشاهدها العالم .
ماذا يريد ان يسوق للعالم حيال هذه الظاهرة التي لم تسلم منها المجتمعات العربية والدولية في العالم ،
فهده الطقوس المبالغ فيها في البرنامج هل يمكن ان ننكر انها تعطي صورة سيئة عن المجتمع المغربي ، ؟؟؟ مما يسيء بشكل كاف للجالية المقيمة بالوطن العربي والخليج وأوربا ، دون ان يعلم صاحب البرنامج ودون ان تعلم الهيئة العليا للسمعي البصري ، وبالتالي تكون الرسالة المراد إيصالها ، ضررها اكثر من نفعها على هذا المجمتع ، وفي عرف مقدميه ان الموضوع سيحظى بمتابعة كبيرة باعتباره موضوعا ذا قيمة وأهمية ، في غيات تام لتبعات ذلك ، ونعلم ان العالم مفتوح ..
فلما الاستهثار بقيمة المجتمع ؟ ويتم التعريض به بدم بادر ، عن جهل وتخلف ، ينم عن ضعف وقلة حكمة في فتناول موضوع من شأنه التأثير عن صورة البلد . وهذا ينافي اخلاقيات المهنة ، لما في المحتوى من اذى وتشويش .
فبرنامج يبث على قناة عمومية بهذه الطريقة الساذجة التي لا تراعي تبعات ذلك ، كمن يطلق النار على رجليه ، او كمن يلطخ سمعته بدعوى وجود الظاهرة ، ولا مشكلة في جعلها محتوى ترصد له اغلفة مالية من جيوب دافعي الضرائب والمجتمع ، لترسل رسالة ان الشعوذة تعم البلد ، وطقوسها عديدة ومتنوعة تقتحم كل مجال ، ويقبل عليها القاصي والداني لتحقيق المراد….
كفوا عن تشويه سمعة البلد، يا امة برنامج ضحكت منه الأمم ، فالظاهرة عالمية ، وما اكثر الموضوعات التي تستدعي تسليط الضوء عليها ، وتصب في مصلحة المجتمع ، وتبنيه ، وتنتقد بطرق بناءة وتقدم الحلول لا تغرق في سلم الشخصانية المقيتة ، التي تميز الكثير من الكتاب اليوم.
البلد يحتاج الى مفكريه ، وأقلامه التي تتناول موضوعات شائكة تهم الإقتصاد والسياسة والحكامة ومحاربة الفساد ، هذه هي المعركة الحقيقية التي على البرنامج تناولها في صحافته الإستقصائية .
علما ان الإستقصاء في معناه العام ينافي صفة الخبر ، بل يرصد مكامن الخلل ويبحث في الأسباب ، ويزكي الموضوع بالحلول الناجعة ، لا استقطاب مفكرين للحديث وتتثمين المادة ، التي لم يجد مقدموها غيرها اسفا كل مرة ….