مغربية بريس
منابعة خاصة ………قسم الأخبار
بسم الله الرحمن الرحيم “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ” صدق الله العظيم
بقلوب يملؤها الحزن، ولكنها راضية بقضاء الله وقدره، تلقيتُ مساء اليوم الخميس 27 مارس 2025 نبأ وفاة والدتك المشمولة برحمة الله ورضوانه، فكان الخبر مؤلمًا، والوقع شديدًا، كيف لا، وأنت الابن البار، الصادق في محبته، والمخلص في وفائه، الذي كان ينظر إلى والدته نظرة الابن المحب العطوف، يرى فيها نور الحياة، ووهج الحنان، وينهل من معين دعواتها الصادقة التي طالما كانت لك زادًا في دربك ومسيرتك.
أخي الفاضل: سعيد السايح
إنني إذ أواسيك في هذا المصاب الجلل، أعلم جيدًا أن الفقد موجع، وأن الحزن على فراق الأم لا يضاهيه حزن، لكنها سنة الله في خلقه، فقد قال عزّ وجلّ:
“وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون” صدق الله العظيم، فالموت حق، والفراق حتمي، ولكن ما يخفف المصاب، ويجبر القلوب الكسيرة، هو اليقين بأن الله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين، وأنه سبحانه وتعالى قد وعد عباده الصالحين بجنة عرضها السماوات والأرض، حيث لا وجع ولا فراق ولا ألم.
أخي الفاضل: سعيد السايح
لقد كنتَ لوالدتك الابن البار في حياتها، وقد شهدت لك بذلك ملائكة السماء قبل أن يشهد لك إخوانك وزملاؤك في أسرة الأمن الوطني. كنت لها السند والعضد، لم تبخل عليها بعناية، ولم تتأخر عنها في حاجة، فطوبى لك برّها، وسعدت بها دنياك وآخرتك، وما كان ذلك ليضيع عند الله، فقد قال رسول الله ﷺ: “رِضَى اللَّهِ في رِضَى الوالدين، وسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوالدين”.
اليوم، وقد رحلت والدتك عن دنيا الفناء، فإن برّك بها لا ينقطع، فالدعاء، والاستغفار، والصدقة الجارية، هي أسمى صور الوفاء، وهي نورها في ظلمة القبر، ورفعةٌ لدرجاتها عند ربها، فاجعل لها من دعواتك زادًا، ومن صدقاتك نورًا، ومن أعمالك الصالحة امتدادًا، عسى أن تلقاها يومًا في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر، حيث اللقاء الأبدي لا فراق بعده.
أخي الفاضل: سعيد السايح
إنك الرجل الذي عرفه الوطن مخلصًا في خدمته، أمينًا على أمانته، لا تكلّ ولا تملّ في أداء واجبك المهني والأمني، سائرًا على درب النزاهة والشفافية، مضحيًا بوقتك وجهدك من أجل أمن المواطنين وسلامتهم، لا تطلب في ذلك جزاءً ولا شكورًا، إنما تبتغي رضا الله والوطن. فكما كنتَ رجل الواجب في عملك، كنتَ كذلك رجل الوفاء في أسرتك، لم تنسَ دورك كابنٍ بار، ولا أهملت مسؤوليتك كربٍّ لأهلك، وهذا مقام عظيم لا يناله إلا من وفقه الله وأكرمه بحسن الطاعة والبرّ.
أخي الفاضل: سعيد السايح
ما أقسى الفقد، لكن العزاء في قول الله تعالى: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” صدق الله العظيم.
فاصبر واحتسب، وتذكّر قول رسول الله ﷺ: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، وأن يجعلها من أهل الفردوس الأعلى، وأن يرزقك الصبر والسلوان، وأن يربط على قلبك، ويجمعك بها في مستقر رحمته، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
عظّم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لوالديك، وأسكنهما الفردوس الأعلى، ورزقك بركة الدعاء لهما في الدنيا، وجمعك بهما في الآخرة في جنات النعيم.
إنا لله وإنا إليه راجعون.