مغربية بريس
متابعة خاصة ……قسم الأخبار
في قلب مدينة القنيطرة، حيث تتنوع التحديات وتتزايد الطموحات، اجتمع مؤخراً أعضاء جمعية اتحاد مهنيي قطاع الدواجن واللحوم البيضاء مع رئيسة المجلس البلدي، في لقاء حيوي حافل بالمناقشات الساخنة التي سلطت الضوء على هموم هذا القطاع الحيوي. اللقاء لم يكن مجرد مناقشة عابرة، بل كان بمثابة صرخة استغاثة من مهنيين يعانون في صمت، رغم الدور الكبير الذي يلعبونه في تأمين الأمن الغذائي للمدينة ورفع الاقتصاد المحلي.
الحديث بدأ من نقطة محورية تتعلق بالغياب التام لمجزرة بلدية حديثة تتماشى مع معايير السلامة الصحية. في مدينة تشهد نموًا سكانيًا متسارعًا، فإن الحاجة إلى منشأة تلبي متطلبات القطاع لم تعد ترفًا بل ضرورة ملحة. المهنيون اعتبروا هذا الفراغ مصدرًا رئيسيًا للمشاكل التي تعرقل عملهم، بدءًا من تدني مستوى الخدمات وصولاً إلى صعوبة تحقيق التوازن بين جودة المنتج وارتفاع التكاليف.
لكن النقطة الأكثر إثارة في هذا اللقاء كانت حول المجزرة الخاصة بمنطقة بئر الرامي الصناعية، التي وصفها المهنيون بأنها عبء مضاعف. الرسوم المرتفعة وتأخيرات غير مبررة في تلبية الطلبات جعلت منهم يطرحون حلًا بديلاً: السماح لهم بالذبح في محلاتهم الخاصة، مع ضمان التزامهم الكامل بمعايير الصحة والسلامة. هذا الحل، كما يرونه، لا يسهم فقط في تقليل التكاليف، بل سيعزز أيضًا قدرة القطاع على تقديم خدمات ذات جودة عالية، مما سينعكس إيجابًا على المستهلك المحلي.
لكن من خلال هذا اللقاء، لم يكن الهدف فقط مناقشة الشكاوى، بل كان فرصة لصياغة حلول عملية. روح إيجابية سادت اللقاء، حيث عبر المهنيون عن استعدادهم الكامل للابتكار وتقديم حلول بديلة، مع التركيز على ضرورة ضمان صحة وسلامة المنتجات. وأكدوا أن هذا الإجراء المؤقت سيعزز من قدرة القطاع على الاستمرار حتى يتم إيجاد حل جذري للمشاكل المستمرة.
بينما يترقب الجميع نتائج هذه الجهود، يبقى السؤال الأهم: هل سيساهم هذا الحوار المثمر في إيجاد تحول حقيقي يعيد للقنيطرة بريقها الاقتصادي في هذا المجال؟ في مدينة متجددة لا تنقصها الطموحات، يبقى الرهان على قوة الإرادة الجماعية لتحقيق نمو مستدام وتحقيق رفاهية للمجتمع بأسره.