مغربية بريس
منابعة خاصة ….. حسن الخباز
قريبا قد تختفي الجرائد الورقية من الأسواق والسبب راجع بالأساس للشركة الوحيدة الموزعة للصحف بالمغرب ونقصد الشركة العربية الإفريقية للنشر والتوزيع سابريس .
فقد خرجت فيدرالية ناشري الصحف عن صمتها بعد طول صبر ، وفضحت ما تتعرض له على يد هذه الشركة المحتكرة لحق توزيع المنشورات بالمغرب والتي لم تكتف بالنسبة الباهضة التي تفرضها على الناشرين بل واستفردت بكل ناشر على حدة وطالبته بزيادة سعر نسبة توزيعها لمنشوره .
في بيان ناري فضح هذا السلوك ، ذكرت الفيدرالية أشياءا تشيب لها الولدان ، تحاول فرضها على الناشرين ، وهذا لا يبشر بالخير ، وبلا شك سيضرب الصحافة الورقية بالمغرب في مقتل .
اخبار سيئة بكل ما تحمل الكلمة من معنى للقارئ المغربي العاشق للجرائد الورقية ، فليس من السهل ان يستغني القارئ المواظب عن هذه المادة الحيوية التي هي غداء للعقل والروح وكلنا نعرف مدى أهمية الصحافة الورقية في حياة الشعوب عامة والمغاربة على وجه الخصوص .
كلنا نعلم ان قارئ الصحف المكتوبة قليل بل وأصبح نادرا ، ونخص بالذكر القارئ الشغوف المدمن على قراءة الصحف ويقتنيها بماله الخاص فضلا عن القارئ الذي يقرأ الجريدة في المقهى .
وهذا يؤكد أن حجم مبيعات الصحف قليل جدا ولا أظن انه قد يغطي مصاريف الطبع خاصة وأن شركة سابريس تقتطع نصف ثمن الجريدة تقريبا وليس نصف الربح ومع ذلك فهي تطالب بالمزيد .
جدير بالذكر أن هذه الشركة حسب بلاغ فيدرالية الناشرين ووسائل الإعلام تستفيد من دعم حكومي استثنائي مقابل توزيع المنشورات ، علما ان الصحف لا تستفيد من فرنك واحد من هذا الدعم المخصص للموزع الوحيد بالمغرب .
المقاولات الصحافية الناشرة للصحف الورقية مهددة بالتوقف في أي لحظة وتعيش على أعصابها هذه الأيام جراء قرارات سابريس المفاجئة لذلك يجب وضع حد لهذا النزيف الذي قد يغيب الصحف عن الأكشاك بشكل نهائي .
اصلا لم يعد بالمغرب إلا عدد قليل معدود على رؤوس الأصابع من الجرائد الورقية اليومية والأسبوعية بعدما توقفت المئات منها في ظل عدم الإهتمام بها من لدن القيمين على السلطة الإعلامية بالمغرب ولم تعد لدينا إلا جرائد قليلة ويجب علينا ان نعض عليها بالنواجد لا أن نقتلها بأيدينا ، وكلنا مسؤولون عن هذه الجريمة النكراء ، مسؤولون بصمتنا ، بإهمالنا ، بتواطئنا مع اعداء القراءة …
سابريس تعلل قرارها تطبيق إجراءات مالية جديدة مقابل استمرارها في توزيع الصحف المكتوبة بالتقليص الكبير لدعم الدولة المخصص للتوزيع والموزع الوطني الحصري .
طبعا من حقها مطالبة الدولة برفع الدعم المخصص لها لكن ليس من حقها لي ذراع الصحف الوطنية واستغلال الحلقة الاضعف عبر الاسقواء عليها وتكليفها ما لا طاقة لها به .
أين الحكومة من كل هذا ، لماذا تركت الصحف الورقية وحدها في مواجهة هذا المصير الأليم ، الم تفكر في ٱلاف الأسر التي تعيش من هذه المقاولات ، ما هذا الصمت القاتل مع ان المشكل مطروح منذ مدة ليست بالقصيرة …
أسئلة كثيرة تنتظر أجوبة لها والعصب الرئيسي في هذا الإشكال سببه الدولة في شخص حكومة أخنوش ، أليس في أجندتها أي اهتمام بالإعلام والثقافة ، ألا تهتم للقارئ النادر الذي تبقى لنا في ظل تراجع رهيب في نسبة القراءة بالمغرب وفق ٱخر الإحصائيات …
الكرة الٱن في ملعب الحكومة ، وعليها حل هذا المشكل في أقرب وقت حتى لا تنقرض الصحف المكتوبة بالمغرب