مغربية بريس..سيدي سليمان
حان وقت الكلام
محمد الزاهر
يبدو أن إقليم سيدي سليمان كتب عليه أن يعيش تحت رحمة أباطرة من ذوي السوابق في التجاوزات والاختلالات القانونية، والمسجل عليها تاريخيا وسياسيا جملة من الملفات المشهورة في الاختلاس والتزوير والتجاوزات القانونية بحكم ما يتمتعون به من قرابة لذوي النفوذ، بل وتحت ورحمة ذوي النفوذ، وبالأمس القريب وصل إلى رئاسة قصر المجلس البلدي شيخ من هؤلاء الأباطرة المعروفين.
عُهدت رئاسة المجلس البلدي بسيدي سليمان السنة الماضية لمنذوب وزارة الصحة سابقا ط.ع. المحسوب على حزب الكتاب، رجل يتمتع بشهرة واسعة في ملفات الفساد السياسي، على خلفية استدعائه منذ كان منذوبا لوزارة الصحة بإقليم سيدي سليمان من طرف وزير الصحة آنذاك الحسين الوردي، للمثول أمام لجنة بمقر وزارة الصحة بالرباط للتحقيق معه حول جملة من الخروقات والاختلالات، وذلك إثر غضبة وزارية عليه من الحسين الوردي جراء إتلاف سجلات أرشيف مصلحة المختبر لشهري نونبر ودجنبر من سنة 2015 بشكل مقصود على ما يبدو لإخفاء كم هائل من التجاوزات القانونية التي وقع فيها الرجل أثناء ولاية تسييره لمرفق المنذوبية، وقيامه أيضا بإغلاق قسم التشريح وقبله قسم الجراحة لمدة شهرين، وتوقيف خدمات الفحص بالأشعة والفحص بالصدى، والتي كانت وحدها سببا كافيا لإعفائه من مهامه.
وقد ترك حدث إعفائه من مسؤولية تسيير مندوبية وزارة الصحة في إقليم سيدي سليمان لحظتها، من قبَل الكاتب العام لوزارة الصحة تضاربات كثيرة فيما يتعلق بالأسباب الحقيقية الكامنة وراء الإعفاء،وبقيت الأسباب الحقيقية متضاربة وغير واضحة، بين الأخطاء المهنية وبين الصراعات السياسية، إلى أن الخبر اليقين سرعان ما ظهر، كون الشمس لا تحجب بالغربال، وما هي إلا أيام قليلة بعد ذلك، ورجح العديد من الأطر الطبية، وكذا بعض فعاليات المجتمع المدني، أن السبب سياسي محض، باعتبار أن المندوب سياسي ينتمي إلى حزب التقدم والاشتراكية ونائب لرئيس المجلس البلدي بسيدي سليمان، والذي كان يسيره حزب العدالة والتنمية، قبل أن يصطفّ إلى جانب المعارضة، ووصل صاحبنا للرئاسة في مشهد سياسي عفوا ديكتاتوري لا نراه إلا في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، بعد تخلي الرئيس السابق عن مهامه كرئيس للمجلس.
على إثر ذلك جيش عراب الفساد جميع أطر الصحة ورفاقه المنتخبون في الحزب على المستوى الإقليمي في وقفة احتجاجية أمام عمالة سيدي سليمان، للتباكي على أهم إنجازاته في ظرف الثلاث سنوات، عفوا اختلالاته وتجاوزاته القانونية، كيف لا، وهو الذي يمتلك خبرة في تجييش أجنحته وتلابيبه بالمال والنفوذ والشيكات التي تكرس التبعية، وبأسلوب جبان “وتخراج العينين” خرج آنذاك عضو بالمكتب السياسي لحزب الكتاب في الإقليم خلال الوقفة الاحتجاجية متشدقا بأن الإعفاء غير قانوني لعدم استشارة الوزير في الأمر، وكأن الأمر يتعلق فقط باستشارة الوزير من عدمها، لا بفساد الرجل واختلالاته القانونية والدستورية.
فكيف لسياسي مَثُل أمام لجنة التحقيق بخصوص خروقات جسيمة وملفات تجاوزات قانونية خطيرة، سكت صاحبنا أمام اللجنة المركزية التي استفسرته مشدوها دون تقديم إجابات مقنعة ولم يبعد عنه خروقات تدشين مقر للمستعجلات دون الحصول على رخصة البناء من طرف الجماعة ودون التصميم، وكذا القيام بتوسعة لمستوصف حي السلام في غياب التصميم والرخصة، وعدم احترام ضوابط التعمير وووو أن يتربع على رئاسة المجلس البلدي بسيدي سليمان!!!؟.
رئيس المجلس البلدي بسيدي سليمان عراب الفساد بالإقليم