فرنسا : كتب بن إبراهيم
هل فعلا ما حصل في فرنسا من طرف رئيس رابطة العالم الإسلامي لايدعو إلى القلق والخوف على برنامج الرؤية الملكية للأمير محمد بن سلمان ، خاصة والأمر هنا يتعلق بالشأن الديني في أوروبا ، وهل الرابطة تريد إعادة سيناريو الفشل الذي سجلته في العاصمة الأوروبية بعد ضياع معلمة المركز الإسلامي عقب تولي المدعو تامر أمر تسيير إدارته ، هذا المركز الذي كان رمز العمل الديني والإجتماعية والثقافي في أوروبا وأضحى اليوم دار صلاة وصراع حول الإدارة وتولى أمره من يريد قضاء مآربه ليس إلا ؟ ، الرابطة وبعد انتقالها إلى فرنسا اعتقدت أنها ستهرب من خطأ جسيم تم الصمت عليه بالتدليس ، واليوم تتعرى أوراق الثوث ويظهر سوء تدبير الشأن الديني فى أكبر دولة تضم أزيد من خمسة ملايين مسلم من كل جنسيات العالم ،
المجلس الفرنسي للديانات يرفع أصابع التنديد في وجه رئيس الرابطة بعد خطأ شنيع تجلى فى إقصاء جمعيات إسلامية نشيطة ودعاة ساهموا في مكافحة التطرف ولهم برامج إصلاحية تفيد الخطاب الديني المعتدل ، هذا الإقصاء وهذا السلوك إنما يسير عكس ما يرسمه سمو الأمير محمد بن سلمان ويضرب عرض الحائط برامج توحيد الصف الإسلامي في أوروبا ، ونخشى أن تتكرر مأساة بروكسيل حينما وضعت الرابطة مشروع الرؤية الإسلامية الأوروبية ولم تجد من يقبلها لتموت في الرحم ، دون تحقيق أي هدف ، المسألة في غاية الخطورة لو ما يتسلمها أصحاب القرار في المملكة قبل أن تتسع دائرة التجاوزات التي يقودها رئيس الرابطة دون قراءة حساب الخسارة فيها أو الخوف على وجه المملكة التي تعيش تحديات من طرف أعدائها وخصوم قوتها وتوجهها الجديد ، فهذه الرابطة ليست مؤسسة دينية فقط ولكنها منظمة إستراتيجية عالمية تساهم في نشر السلم والأمن الديني وتجمع بين الديانات والثقافات وتعتبر جامعة مرجعية للأجيال الإسلامية فى العالم ، وأما أن يعتبرها القائمون عليها صيغة أو شركة فهذا استهثار بشؤون المملكة والساهر على رفعتها ورقي شأنها في العالم .
لقد وصل صدى الردود الإنتقادية لعمل رئيس الرابطة على لوائح التغريدات حد اتخاد الحذر وإعادة ترتيب شؤون هذه المؤسسة العالمية قبل أن تصبح محطة النقد والإنتقاد ، وهذا من باب الخوف عليها وعلى قضايا المملكة ، التي يعتبرها العالم القبلة الإسلامية الكبرى والرمز المشرف للعالم العربي والإسلامي ، ومهد الحضارة الكونية ، وسنعود إلى هذا الموضوع فى قضايا نراها ضرورية وملزمة لنا كجاليات تخشى على شأنها الديني والأمني والإجتماعي .