مغربية بريس
ذ عزالدين بوخنوس
رغم كل المحاولات لمحاصرة روسيا يتبين يوما بعد يوم أن مد أوروبا الشرقية أو القطب السوفياتي كما سمي في سنة 1945 ليس بالأمر الهين،فالناتو بقيادة أمريكا أو ما يسمي نفسه الغرب يواجه أزمة بدأت معالمها تتضح.وفي هذا السياق فلا بد من إستحضار أهمية الثورات التي عرفها هذا العالم والتي جعلت من أنظمته تخضع لإرادة شعوبها أي الديمقراطية التي تضمن العيش الكريم والصحة والتعليم واحترام الدستور…الشيئ الذي لا يمكن أن يتأتى إلا بإقتصاد قوي جعل بعض هذه الأنظمة تختار اجتياح دول أخرى تصنف في مرتبة التخلف أو في طور النمو ضمانا لإستمرارها كطريق سهل لأن صراع الشعب والنظام هو جدلي.فإما شعب راكم وعيا وأجبر نظامه على الرضوخ لمطالبه مهما كانت أساليب تحقيقها أو نظام دكتاتوري هش بشعب في طور إكتساب المعرفة يطبق داخليا على كل الأصوات الحرة ويتقوى بالخارج ليصمد أمام تجاذبات قطبية وقطرية.ومن هنا فإن زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر هي زيارة للنظام وليس للشعب.ولعل ما فات المحللين أن الرئيس الجزائري في خطابه كان يكلم الشعب الفرنسي من خلال اكتفائه بتهجئة ما كتب على الورق وإقحام دول أخرى في هذا الزواج المبكر أو ما أطلق عليه اتفاق فأي اتفاق؟ أما الرئيس الفرنسي فكان ينظر في جل الأوقات للرئيس الجزائري لأنه يعلم أنه يخاطب النظام وليس الشعب لأن الشعب لن ينسى مليون شهيد.فماذا سيتغير اليوم؟ إن الرئيس الفرنسي من خلال هذه الزيارة وتبني أجندات سياسية سيزيد من توتر المنطقة والخاسر الأكبر هي الشعوب المغاربية،فكل ما تريده أروبا اليوم بعد الأزمة الروسية هي مصادر الطاقة.وكان بإمكان النظام الجزائري فرض أجنداته المادية بقوة لو تخلى عن تصريف أزماته الداخلية وأسس لإغتنام فرص لا تعوض والتاريخ شاهد.فهل يا ترى هذا زواج متعة سياسية أم بداية اندلاع أول شرارات الامبريالية المتحضرة التي تسرق ثروات الشعوب باسم الصداقة والإنفتاح والتعاون؟